الحديدة.. الاستهداف الحوثي الممنهج للقطاع الصحي.. تدمير للمهنة الإنسانية وتعريض حياة السكان للخطر - (تحقيق ميداني)
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/05/17
خاص - منبر المقاومة - منية عبدالله خمسة أعوام عجاف شهدها القطاع الطبي بمدينة الحديدة منذ اجتياح مليشيات الحوثي المدعومة ايرانياً للمدينة، وكغيره من القطاعات الحيوية والخدمية لا يزال يشهد تدهوراً كبيرا وخصوصا مستشفى الثورة العام الذي يعتبر المرفق الصحي الحكومي الوحيد الذي يقدم خدمات طبية شبه مجانية ويلجأ إليه الكثير من المواطنين ذوي الدخل المحدود. الا أن مليشيات الحوثي التي تستغل معاناة الناس عملت على افراغه من محتواه وتعطيل الكثير من خدماته ونهب اجهزته ومولدات الكهرباء الخاصة به للإستثمار بها ما جعله يتحول إلى مجرد منى فارغ ومتهالك ويعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر ما يؤثر على حياة وسلامة المرضى المتواجدين فيه. ومع بداية تفشي وباء كورونا في عدد من المحافظات التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية ومنها الحديدة، رغم انكار المليشيات لذلك واخفاء الحقيقة عن الناس، يتخوف سكان مدينة الحديدة من المصير المجهول الذي سيلاقونه في ذهابهم الى هيئة المستشفى العام لتلقي العلاج في ظل سيطرة المليشيا عليه. حيث ذكرت المواطنة (ي.م) لـ "منبر المقاومة" أنها أجرت عملية لإستئصال الزائدة الدودية قبل أيام وأثناء إجراء الأطباء للعملية الجراحية انقطع التيار الكهربائي عن المستشفى ما اضطرهم الى تخييط الجرح على ضوء فلاشات الهواتف المحمول. وتشير في حديثها الى انها عانت كثيرا بعد خروجها من العملية حيث التهب الجرح بسبب عدم مكوثها بالمستشفى وتأخر شفائها لعدم وجود الرعاية اللازمة. من جانبه يوضح المواطن (ع. ن) بأنه تعرض لإلتهاب طفيف في الصدر ولأنه يعاني من مشاكل في التنفس منذ فترة تأثر بالمرض وتوجه الى المستشفى العام لعله يجد العلاج المناسب والجو المريح، لكنه و منذ تواجده بالمستشفى ينقطع التيار الكهربائي لساعات طويلة ويكثر الازدحام في غرف الرقود المشتركة الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية في حال وجدت حالة كورونا فإن المئات من مرتادي المستشفى سينتقل لهم المرض بسهولة في ظل عدم اكتراث المليشيات بهم وتوفير الإجراءات الوقائية اللازمة.اما القطاع الصحي الاهلي فقد ناله هو الآخر نصيب من عبث المليشيات الحوثية إذ فرضت جبايات على طائلة على أصحاب العيادات الخاصة كمجهود حربي وقاموا بنهب عيادات وصيدليات أخرى دون أسباب تذكر، وأحيانا بذريعة أن ملاكها على تواصل بالشرعية وهي مجرد أعذار واهية لشرعنة السرقة والابتزاز الذي تمارسه عصابات الحوثي من ناحية ومن ناحية أخرى لفتح استثمارات طبية خاصة بها وبمشرفيها، ولكي يضمنوا أن لا أحد يمكنه منافستهم في السوق يقومون بأعمال البلطجة والسطو على أصحاب العيادات الخاصة الذين لا ينتمون لهم أو لا يقدمون واجب الولاء والطاعة للمليشيات.الدكتور عارف علي وهذا اسمه المستعار كان يملك واحدة من أكبر الصيدليات في المدينة،يقول في تصريحه لـ "منبر المقاومة" أنه ذهب إلى عدن لزيارة أقرباء له وعندما عاد إلى الحديدة كانت المليشيات الحوثية قد أغلقت صيدليته، ليس هذا وحسب بل اعتقلته وزجت به في سجونها ولم تفرح عنه الا بعد أشهر من التعذيب وبعد تنازله عن حقوقه وامواله.ومثل الدكتور عارف هناك العشرات من ملاك الصيدليات والعيادات والمستشفيات الخاصة في مدينة الحديدة تعرضوا للاضطهاد والتعسف الحوثي ومصادرة حقوقهم وسجن آخرين وانقطت رواتبهم وفصلوا من وظائفهم وكان ذنبهم الوحيد أنهم غير تابعين للمليشيات الحوثية التي حولت كل القطاعات الحيوية الى اقطاعيات خاصة بها ولم يسلم من ذلك حتى مهنة الطب الإنسانية وملائكة الرحمة.وسط تكتم شديد.. مليشيا الحوثي تصفي المصابين بكورونا في مدينة الحديدة بحقنهم بإبر خاصةوكانت مصادر خاصة في مدينة الحديدة قد أفادت لـ"منبر المقاومة" بتفشي فيروس كورونا في المدينة وسط تكتم شديد من قبل مليشيات الحوثي التي مازالت تسيطر على أجزاء كبيرة من المدينة الساحلية، وأن رعب شديد يسود في أوساط السكان نتيجة مايشاع بقيام مليشيات الحوثي بالتخلص من المصابين بالمرض من خلال حقنهم بإبر خاصة.وقالت المصادر بأن المليشيات الحوثية قامت امس الأربعاء باغلاق عدد من الشوارع والأحياء بمدينة الحديدة بحجة الاشتباه بوجود حالة مصابة بكورونا.وأضافت المصادر بأن المليشيات هاجمت شارع جمال بالاطقم وقامت باقتحام إحدى العمائر السكنية لنقل مصاب بكورونا لكن الحالة توفيت بعد وصول المليشيات بدقائق وهو ما يؤكد ما أوردته مصادر بأن المليشيات الحوثية تقوم بحقن المصابين بفيروس كورونا بإبر خاصة تؤدي الى مفارقتهم الحياة للتخلص منهم.وفي السياق كان وزير حقوق الإنسان الدكتور محمد عسكر قد اتهم في وقت سابق مليشيا الحوثي بتصفية المصابين بفايروس كورونا في الحديدة وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.وقال عسكر في تصريحات صحفية: "لدينا معلومات بأن المليشيا تقوم بقتل خارج نطاق القانون للمصابين بالوباء في الحديدة وبعض المناطق الأخرى.وحذر من خطورة تعليق منظمة الصحة العالمية لأنشطتها في مناطق سيطرة الحوثي على حياة المدنيين في اليمن.وأكد وزير حقوق الإنسان، أن عدم شفافية المليشيا وتقديمها للتقارير بأعداد المصابين جريمة ضد الإنسانية ترتكبها في مناطق سيطرتها، لافتا إلى أن الوضع الصحي سيزداد تفاقما بعد تعليق المنظمة العالمية أنشطتها وأعمالها وتوقيف كادرها في مناطق سيطرة المليشيا.داعياً المجتمع الدولي للضغط على المليشيا وإجبارها على العمل بشفافية في الجوانب الإنسانية والصحية والإفصاح عن المعلومات في ما يخص ضحايا كورونا خصوصاً أنه وباء دولي، ومن المهم تبادل المعلومات على المستوى الوطني والمستوى الدولي من أجل مواجهته.