فيصل الصوفي يكتب: الطارق.. وأصحاب مزراحي!

  • الساحل الغربي، كتب/ فيصل الصوفي:
  • 11:06 2021/06/17

لنعذر الحوثيين.. لنعذر شركاءهم الجدد.. فكلاهما مجهد نفسياً.. متعب بأثقال الحقد على رئيس اسمه علي عبد الله صالح، قد استشهد في سبيل يمن حر ديمقراطي موحد.. حقد على كل منجز شُيد في عهد صالح.. كره أي إنسان له صلة قربى بصالح.. فكيف سيكون حالهم وهم يقرؤون ويشاهدون الصور والأخبار التـي تأتي من روسيا الاتحادية الدولة الثانية في مجلس وزراء العالم، العضو الثاني المؤثر في قرارات مجلس الأمن الدولي.
 
طارق طار إلى موسكو بطلب من الحكومة الروسية، هذا شيء مرهق لهم.. طارق التقي سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، واحر كبداه.. طارق والسفير الكسندر كينشاك رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقابلا في وزارة الخارجية الروسية.. يا وجعنا.. طارق قابل المستشرق فيتالي نعومكين، وي وي وي... طارق قال وقال لمحاوره في وكالة سبوتنيك، وصارح، وألجم الشياطين.. بوووووه يا خادم حضر!!
 
الذبان الحوثية داومت ثلاثة أيام حسوماً في صفحات التواصل الاجتماعي.. تسب، تقذف، تبهتن.. عجز الحوثيون والمتحوثون أمام الأفكار والمقالات التي قالها العميد طارق قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي، فتركوا القول وتناولوا شخص القائل.. والمجتهدون الكبار فيهم نبشوا قبر الجاسوس مزراحي، فشموا الجيفة، وشمها معهم شركاؤهم الجدد وانتعشت رغبتهم في الكيد، حيث زعموا أن طارقَ التقى سفير حكومة إسرائيل إلى موسكو، وكبيرو الدماغ فيهم تذكروا أن قنواتهم الفضائية ظلت تهمل روسيا، وفاقوا لهذا حين فوجئوا بخبر وصول طارق إلى موسكو.
 
يا مساكين، لن ترتفع لكم راية ما دام رؤوسكم مزدحمة بالوساوس ومشغولة بحبك الدسيسة، ونفوسكم تغلي أحقاداً.. لن ترتكز لكم راية!
،،،
باروخ زكي مزراحي، ولد في مصر نحو العام 1927 من أبوين مصريين، وعاش فيها إلى العام 1957 تقريباً، ثم هاجر وأمه إلى إسرائيل.. وهو (بعسيسة) كما يقول أهلنا في صنعاء، لكن الصغير يكبر في عيون الصغار، ونعتذر للمتنبي.
 
مؤلفو قصص الأفلام والتمثيليات وغير ذلك من الأعمال الفنية، يضيفون من عندهم حبكات ومشاهد إلى القصة الجافة، لأغراض مختلفة، مثل إعلاء مكانة شخص ما، أو جهة معينة، وإثارة حماس مشاهد الفيلم السينمائي أو التمثيلية أو المسلسل التلفزيوني.. ومزراحي ليس بالشيء المهم أصلاً، والواقعة قد أصبحت من العاديات، لكن جرت عادة المشتغلين بالعمل الفني بعث الموتى وتضخيم الكائنات المجهرية.. وما قدم به الحوثيون مزراحي في الفيديو الذي أعلنوه قبل أيام يخدم هذا الغرض، ومعظم ما قالوه مأخوذ من مسلسل (الصفعة).. وقد وقعوا في كثير من الأغلاط.. فلا كانت هناك فرقة كوماندوز إسرائيلية جاءت لقتل مزراحي، ولا هو الذي فر بعد خروجه من المعتقل في الحديدة.. ولم يكن لمنظمة التحرير الفلسطينية مكتب في عدن لكي ينسفها.. كما أن الحدث وقع –وهذا الراجح عندنا- في أواخر شهر مايو 1973، ولم تكن جولدا مايير رئيسة الحكومة الإسرائيلية مشغولة به حينها، ولا هي التي شغلت الدنيا من أجل مزراحي، فقد كانت أيامها مشغولة برابين مرشح حزب العمل.. كما أن مزراحي لم يُقتل قرب بني مطر، كما قال متحوث في صحيفة الثورة، بل نُقل من اليمن حياً وسجن في مصر، وبعد حرب 6 أكتوبر 1973 تم تبادل الأسرى بين حكومتي مصر وإسرائيل عام 1974 في عهد رئيس الوزراء إسحاق رابين، وكان مزراحي ضمن عملية التبادل، وقد مات في شهر يناير 2005.
 
لقد سلمته الحكومة اليمنية للمخابرات العامة المصرية كونه مصرياً أصلاً... ونُقل من صنعاء إلى القاهرة جواً، وليس عبر غواصة مصرية.. ولم يكن إبراهيم الحمدي رئيساً في ذلك الوقت، ولا علاقة لإسرائيل ومزراحي بمقتلة الرئيس الحمدي وأخيه عشية 11 أكتوبر 1977، ثم إن الذي ولي رئاسة الجمهورية العربية اليمنية بعد الحمدي هو المقدم أحمد حسين الغشمي، وبعد ما فرق تفاريش دماء الغشمي ودماءه بين جدران القيادة العامة، تولى الرئاسة القاضي عبد الكريم عبد الله العرشي، وأعقبه المقدم علي عبد الله صالح في يوليو 1978.
 
وأصحاب مزراحي هؤلاء جعلوه مرة تاجراً، ومرة سائحاً، ومرة صحافياً.. وكان يتجسس في باب المندب، وفي عدن، وفي تعز، وفي الحديدة، وهو على قارب صيد عرض البحر، كل هذا كان يقوم به مزراحي في وقت واحد، وخلال أيام معدودات.. جعلوه أسطورة من الأساطير المثيرة للدهشة والإعجاب.
 
.. اقرأ أكثر :
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

ذات صلة