رواد العمل الإنساني في مرمى قناصة المليشيات الحوثية ومدفعيتها.. "ريهام البدر" نموذجاً – "تحقيق مصور"

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/05/11

خاص - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيانتهاكات مليشيات الحوثي في تعز طالت كل شي في الأرض، إذ تعيش هذه الجماعة الارهابية بلا هدف سوى القتل والتدمير لكل ما يصادفها او حتى عابر سبيل.
 
ولا يخفى على أحد بشاعة الانتهاكات تمارسها مليشيات الحوثي ضد المدنيين في مختلف المحافظات ومنها مدينة تعز بحق رواد العمل الانساني بالمدينة. الناشطة في العمل الانساني الشهيدة رهام البدر كانت أيقونة العمل الانساني بالمنطقة، فكل الجبال تعرفت عليها حينما كانت مدينة تعز قطعة مغلقة الحدود ومحاصرة بقناصة المليشيات وقذائفها، لتغرق اطفال تعز بالدماء ويزدحم المستشفيات، لكن رهام البدر تحدت الحصار وشقت هي ورفاقها طريق طالوق الوعرة حاملين على أكتافهم المواد الطبية والغذائية وأنابيب الأكسجين. الشابة رهام البدر ( 26 عاماً) كانت أحد ضحايا قناصة المليشيات الحوثية شرق مدينة تعز حيث استهدفتها المليشيات أثناء توزيعها لمساعدات إنسانية لسكان المنطقة الأكثر تضرراً وعرضة للقذائف الحوثية وقناصتهم. صديقتها المقربة نسيم البعداني تروي لـ "منبر المقاومة" تفاصيل ما اسمتها معركة مفتوحة دشنتها مليشيات الحوثي لاستهداف شهود الحقيقة فقد " كانت رهام مثل النحلة وبإمكانك رؤيتها في كل مكان في تعز وهي توزع الحاجيات على الناس ومن عرف ريهام يدرك حجم ما خسرته تعز" والماضي الحزين يسيطر على مشاعرها وملامح الأسف بادية في وجهها تواصل القول: رهام اختارها القدر لتكمل مشوارها في الغيب كم تحملنا الصعاب معاً وحملنا على اكتافنا هم كل فقير وجائع ومشرد وأنين كل جريح ودم كل قتيل قتل بمدفعية مليشيات الحوثي. في الثامن من فبراير لسنة 2018، كانت رهام تراودني أن أذهب برفقتها لتوزيع مساعدات لمنطقة أكثر تضررا من الحرب شرق تعز أو ما تسمى بالكريفات، وآه لو أدركت القدر لذهبت برفقتها, وكنت رفيقتها للابد، لكنها ذهبت برفقة الشاب مأمون المخلافي، وكان استهداف المليشيات الحوثية لرهام البدر ومأمون المخلافي استهدافا للحقيقية حيث كانت رهام البدر أحد المثابرين برصد وتوثيق انتهاكات وجرائم مليشيات الحوثي بحق الأطفال والنساء والمدنيين بتعز " بالحادثة صباح ذلك اليوم كان مأمون يبعد عدة أمتار قليلة عنها إذ بطلقة معدل 23 اطلقتها وجهت إليهما لتفصل رأس مأمون عن جسده وتعبر إلى رهام كانت الحادثة أبشع صور الإنتهاك وأعلى مراتب الجريمة التي يندى لها جبين التاريخ. وروى لنا بعض سكان المنطقة أن الرصاصة جاءت من اقرب مكان تسيطر عليه مليشيات الحوثي، حيث واجهوا صعوبة بإسعاف رهام التى فارقت الحياة بلحظات بعد إصابتها، أما مأمون فقد فارق الحياة مباشرة، وبتنهيدات مثيرة للشفقة تقول "ودعتها بحرقه بل حاولت أن أكذب الواقع الذي أمر به فكيف تودع روحك مع أنك تتنفس. ورغم أنين تعز لفراقها يظل حزن الأم أشد ألما ولو تظاهرت بالكبرياء، تقول والدتها "الحوثي أخذ فلذات كبدي، أسامة ولدي قتل برصاص قناص المليشيات قبل أشهر من أن يقتلوني مرة اخرى برهام ابنتي التي دفعت روحها في سبيل إحياء الآخرين، وكانت ترفض أن تبقى في البيت أو يقتصر تحركها على المناطق الأكثر استقراراً وترد بالقول "ومن سيكون للساكنين في أطراف المدينة" هذه الكلمات تنسيني الكثير من حزني وتملأ صدري ايماناً بالقضية التى ناضلت رهام من أجلها وهي ادخال السرور وبث الحياة في قلوب الآخرين والمشردين وضحايا حرب المليشيات الإجرامية التى لم تدع صغيراً ولا كبيراً الا تذوقت من دمه ولحمه. لتختم حديثها بكلمات دموعها العابرات "ويا أسفي على رهام من سكون لي بعدك"رهام البدر جمعت ووثقت كل جرائم الحوثيين, وكانت تظهر في وسائل الإعلام المختلفة تتحدث بإستمرار فقد جعلت من تعز قضية تحملها معها أينما حلت ولا تتوقف يوماً وحداً, فهي إما تجمع وترصد الانتهاكات, أو توزع المعونات, وبالعودة الى حسابها والذي يكشف جانبت إنسانيا واجتماعيا كبيرا في شخصيتها وعملها التطوعي المستمر, والذي بدأ عام 2004م مع فريق صناع الحياة, ثم في مدارس الصم والبكم, وغيرها من الأعمال والمرافق الإنسانية والاجتماعية ،تعرضت البدر للموت لمرات أثناء التغطيات والرصد الذي كانت تقوم به, ولكنها مع ذلك لم يثنيها عن مواصلة جهودها الحقوقية والإنسانية, والمواصلة لخطها الثوري والإنساني وعدم الإستسلام مهما كانت النتائج. وغير رهام الكثير من رواد العمل الإنساني من تعرضوا لانتهاكات مليشيات الحوثي وواجهوا الإختطاف والتعذيب بما فيهم الشاب صامد العامري الذي تعرض للاختطاف والتغييب في سجون المليشيات لمدة تتجاوز ثلاثة أعوام بتهمة العمل الإنساني بتعز وواجه بالسجون أبشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي، حتى بعد الإفراج عنه تلقى العديد من التهديدات بالتصفية الجسدية. تستمر الانتهاكات باستمرارية سيطرة المليشيات الحوثية على معظم المحافظات، حيث تستهدف الحياة على إمتداد خطوط سيطرتها أو مناطق نفوذها لتمارس المليشيات الحوثية مختلف الانتهاكات بحق العاملين في المجال الإنساني والحقوقي بالقتل والاختطاف والتعذيب، أو نهب المساعدات وطرد المنظمات الدولية التى جمدت أعمالها في مناطق سيطرة المليشيات لتتسبب بمحاعة ملايين من سكان اليمن.
 
 
 

ذات صلة