اليمن.. المجاعة تفتك باليمنيين بعد خمس سنوات شاقة منذ سيطرة مليشيات الحوثي على مؤسسات الدولة
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/03/07
كتب سامي باري: شهدت اليمن في السنوات الأخيرة ازدياداً ملحوظًا في أعداد المتسوليين والمحتاجين في الشوارع. وتشكل العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة الميليشيات النسبة الأكبر من حيث المتسولين. ومع أنه من الصعب إحصائهم بشكل دقيق إلا أن بعض الدراسات تقدر عددهم بمئات الآلاف، بينهم قسم كبير من الأطفال. ويضغط الفقر بدوره على اليمنيين وبلغ مستويات مقلقة، والمساعدات تبدو غير فعالة، في ظل الفساد المستشرٍ في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، وحذرت وكالات الإغاثة العالمية من تفاقم أزمة الغذاء في البلد بعد أن أصبح 90% من السكان لا يملكون قوت يومهم.ويستمر أعمال العنف من قبل ميليشيات الحوثي بحق المواطنين زاد من تعميق مأساة اليمنيين. وبلغت أسعار الغذاء والوقود مستويات قياسية.ويعاني الاقتصاد اليمني من ضربة جديدة، حيث تسببت العملة المتراجعة في ارتفاع نسبة الأسعار، ومنع الميليشيات من تداول العملة الجديدة بمناطق سيطرتها، وما نتج عنه من معاناة صعبة على عاتق المواطنيين، وزيادة الحادة في تكلفة الغذاء والدواء ووسائل النقل والإتصال والمشتقات النفطية. ـ معاناة لسيدة تروى حياتهاـ بعد اختطاف الحوثيين لزوجها في ـ روت شهادات لسيدة مؤلمة للواقع المعيشي في البلاد الأفقر عربيًا ـ الواقع على الجزء الجنوبي ـ الغربي لشبه الجزيرة العربية. تقول فيها إنها لم تعد قادرة على إدارة وضع عائلتها بعد الآن، مؤكدة بأنها خائفة جداً مما يخبئه الزمان لأطفالها.وتعمل السيدة أم خالد، التي اعتقل الحوثيين زوجها في عام 2017، ولم تسمع عنه أية معلومات أنه مازال على قيد الحياة أم قد أعدمته الميليشيات، تعمل على تنظيف المنازل، وبيع البخور في الشارع العام، والحصول على مساعدات بسيطة من فاعلي الخير، وكان عليها أن تطالب المال من المارة في الشارع ، وقالت إنها لا تستطيع توفير سوى ربع ما يحتاجه أطفالها من الغذاء والدواء.ـ نزوح ـودفع تصعيد ميليشيات الحوثي منذ كانون الثاني/يناير بـ 250 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة وخصوصاً مارب والجوف باتجاه مناطق أكثر أمناً شرقًا، وفق الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها. وبين هؤلاء، 50 ألفاً فروا بين 15 و19 كانون الثاني/يناير، غالبيتهم من غرب الجوف.ولجأ كثيرون إلى مناطق شمال المحافظة بينها مدينة الحزم ومحيطها، إلا أنهم أجبروا مجدداً على النزوح مع اقتراب التصعيد العسكري منها.- خطر مجاعة -وتدور الحرب في اليمن منذ آذار/ مارس 2015، بين ميليشيات الحوثيين من جهة، والجيش والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، من جهةً ثانية، بدعم من تحالف عربي بقيادة السعودية. وتسبب النزاع اليمني الذي يوشك على اتمام عامه الخامس بمقتل وتشريد مئات الآلاف من السكان ـ بحسب منظمات إنسانية، وتدمير كامل للبنى التحتية واستنزاف الاقتصاد، عدا عن نزوح وتشريد أكثر من ثلث السكان داخل البلاد وخارجها.وإضافة إلى الضحايا، لا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.