لا تلمعوا الحوثية بالصهيونية!

08:17 2021/05/25

شعرت بالاستفزز وأنا أتصفح مقالات اليوم الخاصة بالشأن اليمني عبر الصحافة الإلكترونية. ما أثار حفيظتي هو المقال الموسوم بعنوان "ما فعله الحوثيون في اليمنيين أبشع مما فعله الصهاينة بالفلسطينيين". من وجهة نظري، هذه مقارنة غير موفقة على الإطلاق، فالحوثيين هم أبشع مما نتصور، ولا يمكن أن يصل إلى مستواهم في البشاعة إلا فرعون ذو الاوتاد أو هتلر المعروف بجرائم الإبادة الجماعية ضد اليهود الذين تعرضوا لبطش الطغاة منذ أيام الفراعنة والملوك البابليين مروراً بقياصرة الروم وانتهاءً بهتلر النازي.
 
مقارنة الحوثية بالصهونية خطأ فادح من عدة أوجه، فهذه المقارنة تلمع وجه الحوثيين القبيح، حيث يتصور القارئ أن الحوثيين مثل الصهاينة في العلم والسلوك والرقي والقيم والأخلاق، بينما الفرق شاسع بين الطرفين، فلا وجه للمقارنة بين من أقاموا دولة علمانية مدنية ديمقراطية حديثة تراعي حقوق الإنسان والحريات وتحترم كرامة الإنسان وتعتمد على التعددية السياسية والانتخابات كسبيل للحكم وإدارة الدولة بشفافية مطلقة وبدون صفقات فساد أو اضطهاد المواطنين.
 
الحوثيون جماعة مليشياوية إيرانية متخلفة وإرهابية تعتمد على أسلوب القتل والتصفية الجسدية وتعتمد أسلوب السطو والنهب على المنازل والعقارات والأراضي والأموال العينية والنقدية بكل تبجح ودون حياء. الحوثيون مجموعة من قطاع الطرق والمرتزقة وأصحاب السوابق والمجرمين والقتلة الذين لا يهمهم الا كسب المال بأية طريقة. 
 
الحوثيون جماعة تؤمن بالخرافات الشيعية التي عفى عليها الزمن، مثل: خرافة الإمامة الكهنوتية، وخرافة ولاية الفقيه، وخرافة الغدير... وغيرها من الخرافات الأخرى التي يمقتها العلم والعقل والتطور البشري الذي غادر العصور المظلمة ليبقى الحوثي وحده يدور في حلبة الظلام والجاهلية.
 
الصهيونية حركة تشكلت بناءً على إرث تاريخي وديني ضارب في أعماق التاريخ ولم تأت من فراغ كما يتصور البعض. 
 
الصهيونية هي عبارة عن صحوة الأمة اليهودية التي تشتت في أصقاع الأرض بعد ضياع مملكتهم المعروفة في أرض يهودا والسامرة. من الطبيعي أن تتوق الأمة اليهودية إلى تاريخها وأن تسعى لاستعادة وطنها الأم سواءً اختلفنا مع هذه الحركة أو اتفقنا. 
 
لكن الحركة الحوثية، هي في الأساس حركة فارسية تتخفى برداء أهل البيت لتحقيق أجندتها السياسية الاستعمارية الخبيثة. الحوثية حركة عدوانية خارجية ضد اليمنيين أصحاب الأرض حتى وإن كانت فعلا من أهل البيت، فهي تبقى حركة عدوانية خارجية لأن موطن أهل البيت هو مكة المكرمة وليس اليمن.
 
الحوثية تستولي على وطن ليس وطنها وتقتل شعبا هو صاحب الأرض وصاحب القول الفصل في هذه الأرض.
 
الحوثية حركة عدوانية خارجية تستعين على اليمنيين بالقوى الاستعمارية مثل إيران والقوى الدولية الكبرى بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا. 
 
الحوثية حركة ثيوقراطية متخلفة تسعى إلى حكم اليمنيين بالأفكار الخرافية والكهنوتية وتستأثر بثروات الشعب اليمني لتبددها في حروبها العبثية واثراء قادة المليشيات الحوثية السلالية وانفاقها على نظيراتها الجماعات الإرهابية مثل حزب الله اللبناني.
 
الحوثية حركة إجرامية وحشية تتصادم مع منطق العقل والعلم والتطور والتنمية، فهي تسعى إلى تجهيل المجتمع اليمني كي يبقى ضعيفا تحت سيطرتها. ومن أجل تحقيق ذلك تعتمد الحركة الحوثية على أسلوب افقار المجتمع اليمني لكي يبقى الشعب جائعا لا يجد لقمة العيش. وعلاوة على ذلك تسعى الحوثية إلى تدمير مؤسسات الدولة وخاصة الخدمية كي تزداد معاناة الشعب وخاصة الخدمات التعليمية والصحية بهدف تجهيل الأجيال القادمة ونشر الأمراض الفتاكة والمعدية حتى تحصد أكبر قدر من أرواح الناس وخاصة المواليد القادمة ظنا منها أن تقليل عدد اليمنيين سيسهل عليها الإمساك بالحكم لقرون قادمة.