التاريخ لا تحرِّكه المؤمرات بل الأهداف الكبرى.. عن ذكرى الوحدة

06:50 2021/05/22

كانت وستظل الوحدة اليمنية أهم منجز تاريخي لليمنيين جميعاً في العصر الحديث، وقد استطاعت قيادة الشطرين في مايو 1990م، أن تعبر عن طموح الشعب في تحقيق هذا المنجز.
 
استغلت القيادة في شطري اليمن الوضع الدولي المهزوز، جراء انهيار الاتحاد السوفييتي، وسقوط جدار برلين، في اقتناص الفرصة، وتحقيق الوحدة، بدون عوائق أو معارضة دولية تقف في طريق اليمنيين للوصول إلى هذا المنجز.
 
إن من عبَّروا عن طموح اليمنيين يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990 لم تكن المؤمرات تحركهم، بل كانت الأهداف الكبرى، وصناعة التحولات هي من حفزتهم لتحقيق ذلك المجد العظيم، في تلك اللحظة المهيبة من تاريخ اليمن.
 
هناك تيار انعزالي مسكون بالمؤامرة، يحاول تصوير التحولات الكبرى في اليمن خلال 62،63،67،90، بأنها عقيمة، وأن روح المؤامرة كانت تسير قادة تلك المراحل في تلك اللحظات المجيدة من تاريخ شعبنا.
 
يجهل هؤلاء المحنطون بأن التاريخ لا يتحرك بالمؤامرات، وإنما بالسعي لتحقيق الأهداف الكبرى للمجتمعات. 
 
لم يصل الشعب اليمني، ومعه قياداته وقواه السياسية، في الشمال والجنوب إلى تحقيق منجز الوحدة، يوم 22 مايو 1990 إلا بعد ثورتين، وعدد من الحروب، سواءً بين شطري الوطن، أو داخل كل شطر.
 
تعد الوحدة لليمن قاعدة الاستقرار، وعمود الاستقلال، لذلك كانت اسمى الأهداف التي يتطلع إليها اليمنيون. 
 
فبعد قيام الثورتين سبتمبر وأكتوبر، أدرك كل شطر في اليمن عجزه عن تحقيق أهداف الثورة، وصناعة الاستقرار في ظل التشظي والانقسام.