ليندركينغ: الحوثيون "لا يحققون مكاسب في مأرب" و "تراجعوا عن التزاماتهم"
- واشنطن، الساحل الغربي، فهد ياسين:
- 06:19 2021/05/21
في إحاطة صحفية قدمها يوم الخميس 20 مايو/ آيار 2021م، قبيل الإعلان الرسمي عن قرار العقوبات، أفرد ليندركينغ حيزاً كبيراً للهجوم على مأرب، بما في ذلك السبب المباشر لقرار فرض العقوبات على الغماري والمداني. وإجمالاً يمكن القول في خلاصة من كلام المبعوث الأمريكي، إن مهمة أربعة أشهر "قد فشلت".
تحدث الدبلوماسي الأمريكي المعزز بالخبرات المهنية، والذي شيعته كثير من الآمال والتوقعات العريضة لدى تسميته كمبعوث لبايدن في اليمن، بنوع من الشعور بالخيبة والخذلان، تجاه الحوثيين وإيران. "لقد تراجعوا عن التزاماتهم". قال تيم.
العقدة - "الهجوم على مأرب"
المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ حث جماعة الحوثي على خفض التصعيد والمشاركة بجدية في جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوصل لوقف إطلاق النار المطلوب لإنهاء الحرب، وهو هدف وضعته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أولويات السياسة الخارجية.
وقال ليندركينغ، في إفادة صحفية، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على رئيس الأركان العامة الذي يقود هجوم الحوثيين في مأرب محمد عبد الكريم الغماري وعلى قيادي آخر في الجماعة مكلف أيضاً بعملية مأرب، وهو يوسف المداني.
وقال "لو لم يكن هناك هجوم، لو كان هناك التزام بالسلام، لو كانت كل الأطراف تبدي نية التعامل البناء مع مبعوث الأمم المتحدة.. لما كان هناك حاجة للعقوبات".
وقال "الحوثيون لا يحققون مكاسب في مأرب.. بل يضيفون ضغطاً كبيراً على وضع إنساني بالغ الهشاشة بالفعل، ويعرضون حياة مليون نازح في الداخل... للخطر".
"لا طائل منه".. "لم يتقدم"
وأفرد ليندركينغ مساحة واسعة من إحاطته للحديث عن الوضع في مأرب التي تشهد ضواحيها معارك عنيفة يترتب عليها كثير من محددات الحل السياسي المنتظر.
وقال إن هجوم الحوثيين على مدينة مأرب "لا طائل منه"، مؤكداً أن هجوم الجماعة باتجاه المدينة "لم يتقدم كثيراً وهذا يدل على القدرة الدفاعية للقوات الحكومية".
وتطرق إلى المخاطر التي يسببها اقتراب المعارك العنيفة من النازحين المنتشرة مخيماتهم في عدة مناطق في المدينة الاستراتيجية.
ومنذ فبراير (شباط) الماضي، يواصل الحوثيون هجومهم للسيطرة على مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم كبير نحو المدينة.
"تراجعو عن التزاماتهم"
واتهم ليندركينغ الحوثيين "بعدم تقديم أي خطوة إيجابية للتعامل مع الحل"، في إشارة لرفضهم الاستجابة للدعوات الدولية الضاغطة لوقف هجومهم على المدينة التي كان آخرها رفضهم مقابلته في مسقط برفقة المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
وأضاف "لا يمكن تحقيق السلام في اليمن من دون انخراط الحوثيين في عملية السلام (...) وعدم لقاء الحوثيين بوفد الأمم المتحدة مخيب للآمال".
وأكد "الحوثيون تراجعوا عن التزاماتهم".
لجأت إدارة بايدن، التي بدأت عهدها بإزالة تصنيف الجماعة الموالية لإيران والمدعومة من الحرس الثوري لزعزعة الاستقرار في اليمن والمنطقة كمنظمة إرهابية خارجية، إلى سياسة فرض العقوبات على قيادات المليشيات الحوثية وإدراجهم تباعا في قوائم الإرهابيين العالميين.
أدرج يوسف المداني، الخميس، على قائمة الإرهابيين العالميين. وفرضت عقوبات على المسؤول العسكري محمد الغماري. وكانت فرضت عقوبات مشابهة على أسماء أخرى.
وعلى الرغم من إقراره بعدم جدية الحوثيين إزاء الدعوات الشعبية والمبادرات الدولية الرامية لوقف الحرب، فإن مبعوث واشنطن دافع عن قرار بلاده رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب وقال إن "الهدف من رفع العقوبات تلك كان دعم العمل الإنساني في اليمن".
وفي 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أدرجت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، جماعة الحوثي على لائحة الإرهاب، واعتبرتها منظمة إرهابية قبل أن تتراجع الخارجية الأميركية، في عهد الرئيس جو بايدن عن ذلك، وأعلنت في فبراير (شباط) الماضي، إلغاء القرار لدوافع إنسانية مع بقاء قادتها في لائحة العقوبات.
الدعم الإيراني
وفي معرض إجاباته، تطرق ليندركينغ إلى المحادثات الجارية بين السعودية وإيران التي تركزت بمعظمها حول اليمن ووصفها بأنها "خطوة بناءة".
.. استدرك قائلاً: "لم نرصد أي مشاركة إيرانية إيجابية بشأن إنهاء الصراع في اليمن ونلاحظ الدعم الإيراني للحوثيين من حيث التدريب والتسليح.
وأضاف "حان الوقت لتدعم إيران محادثات السلام في اليمن".
الخطة الأممية
عقب أربعة أشهر على تعيينه مبعوثاً في اليمن يبدو أن ليندركينغ لم ينجح بعد في إحراز أي تقدم جوهري بشأن السلام ، لكنه اتهم الحوثيين مراراً برفض خطة الأمم المتحدة للسلام.
وفي إيضاح للدور الأميركي الضاغط نحو وقف الحرب ورؤيتها للحل الشامل، أكد ليندركينغ التزام الولايات المتحدة بالخطة الأممية للحل السياسي.
وذكر أن "التزام أميركا لا يقتصر على وقف إطلاق النار في اليمن، بل يمتد إلى حل طويل الأجل".
من دون إبداء تفاصيل إضافية عن طبيعة الإجراءات المتخذة في حال استمر الرفض الحوثي إزاء دعوات السلام المتكررة التي تبنتها الولايات المتحدة، أخيراً، على نحو ملحوظ.