في أول تجربة ديمقراطية في اليمن اتجه الملايين من اليمنيين صوب مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات حرة ونزيهة يشهدها اليمن في السابع والعشرين من شهر أبريل 1993م والذي مثل نقطة فاصلة في تاريخ اليمن الجمهوري الموحد وشمعة مضيئة أحرقت مساحة كبيرة من الظلام السائد والصراع الذي لم يكن لينتهي لولا هذا اليوم التاريخي في حياة اليمن واليمنيين وبداية حقبة جديدة اعلنها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وأرسى مداميكها إلى الأبد، وفيها كرس منهج الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والمباشرة، وحكم الشعب نفسه بنفسه وخلق التعددية الحزبية والسياسية بعيدا عن الوصاية ومصادرة الحقوق والحريات السياسية والفكرية.

 

تأتي الذكرى الثامنة والعشرون ليوم إعلان الديمقراطية في اليمن ونحن بأمس الحاجة اليها والعودة إلى دائرة التداول السلمي للسلطة بعيدا عن الحرب والاقتتال والانقلابات التي لا تجدي نفعا في مجتمع تشرب الديمقراطية والحرية وعاش مرحلة التشظي ووالانقسامات معا والتي اهلكت اليمن واليمنيين لازمنة عديدة وانتهت في هذا اليوم التاريخي المجيد الذي سيظل يوما خالدا مخلدا في الذاكرة الجمعية لليمنيين لا ينسى او تطمسه الأحداث الراهنة، وهي تحاول التفرد في الحكم من خلال البقاء للاقوى وتشريع قانون الغاب بعيدا عن الديمقراطية والحرية واحترام ارادة الشعوب، الارادة التي لا تقهر....

 

رحم الله الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح وقد وضع لبنات الديمقراطية الاولى لليمن واليمنيين وخارطة طريق ديمقراطي يحكم عبرها اليمن الجمهوري.