أيعقل أن هؤلاء ماتوا بداء عضال؟

04:46 2021/04/18

الداء العضال مرض لا دواء له.. مرض مستعصٍ.. يستحيل علاجه.. والمعضلون ينتهي الأمر بهم إلى الموت بعد عمر طويل من المعاناة عادة.. ولما يعزّي مهدي المشاط في (وفاة الدكتور والمخترع اليمني خالد عوض صالح نشوان الذي وافاه الأجل إثر مرض عضال ألم به عن عمر ناهز الخمسين عاماً.. وفي وفاة محافظ أبين حسين زيد عقيل بن يحيى عن عمر ناهز التاسعة والخمسين عاماً، إثر مرض عضال ألم به.. وفي وفاة وزير المالية الأسبق البروفيسور سيف محمد العسلي، إثر مرض عضال ألم به عن عمر ناهز الخامسة والستين عاماً)، فإن الزمرة الحوثية ضربت بمعضلة سياسية وأخرى أخلاقية.. إذ إن هؤلاء المعضولين توفوا ولما يزالوا في مرحلة الشباب حسب المعايير التي عينتها منظمة الصحة العالمية قبل نحو ثلاث سنوات.. وعليه فإن المرض العضال لا يصلح تبريرا،ً فهو بريئ من قتل أشخاص ما تزال عضلاتهم قوية.
 
دعونا نفترض الآن عدم صحة الأخبار التي تربط بين الضحايا، وتعرضهم للسم.. لكن أن يقول المشاط ويقول بعده الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور: إن البروفيسور نشوان توفي إثر مرض عضال ألم به، والدكتور العسلي إثر مرض عضال، وحسين زيد بن يحيى إثر مرض عضال ألم به.. فنحن هنا أمام عضال سياسي وأخلاقي أصاب قادة الجماعة الحوثي ورهائنها.
 
تعاني الجماعة من داء عضال مختلف: الكذب، وإخفاء الحقائق، وعدم مصارحة أبناء المجتمع بما يحدث من حولهم.. وحتى لو كان سبب موت بعض الضحايا هو جرع السم، ينبغي التحقيق في الحالات هذه كي يتأكد الأهالي أن موتاهم سيقوا إلى القبور ولم تدفن الحقيقة معهم.
 
أيعقل أن يكون كله عضال؟ فوزي مجاهد رئيس لجنة المناقصات توفي بسبب مرض عضال، الصحافي يحيى السدمي مرض عضال، صديقنا الكاتب عبد الملك المروني مرض عضال، مدير المباحث الجنائية سلطان زابن مرض عضال، الوزير زكريا الشامي مرض عضال، العراب يحيى الشامي مرض عضال، الشيخ صالح عليان مرض عضال، الشيخ محسن الأعوج مرض عضال، كلهم مرض مرض عضال، حتى الدكتور خالد نشوان مرض عضال، وغيرهم، وغيرهم، عضال معضولون، هذا أمر لا يعقل!
 
توفي كثير من المسئولين الحكوميين، فأتت برقيات المشاط وبن حبتور إلى ذويهم: تحمل صيغاً من قبيل: بعد حياة حافلة بالعطاء.. بعد عمر طويل قضى معظمه في خدمة الوطن.. وهؤلاء توفوا وهم في بيوتهم بعد أن بلغوا نهاية الشيخوخة.. والفارق بين صيغتي العزاء واضح، ما يعني أن صيغة: بعد مرض عضال ألم به صيغة مقصودة.. والقصد تحاشي ذكر سبب الوفاة.. ولا ندري لماذا تصر الجماعة الحوثية على عدم الاعتراف أن هؤلاء ماتوا بسبب إصاباتهم بفايروس كورونا، ولماذا تنكر تفشي الفايروس في العاصمة صنعاء، وفي بقية المدن التي تخضع لحكم الجماعة؟ إلا إذا كانت الجماعة تستخدم فايروس كورونا كسلاح للتخلص من نقادها، ومن الذين صاروا عبئاً عليها.. وأقل ذلك -وفي أحسن التقديرات- أن تترك معالجتهم، وتدعهم يموتون بالفايروس.. فكم عدد الذين يموتون بالفايروس من المساكين يومياً، إذا كان عشرون من عليّة المجتمع قد ماتوا خلال أيام معدودات من شهر أبريل هذا؟