أسد إيران.. نعامة أمام إسرائيل

07:42 2021/04/12

ملالي إيران يطنزون من مكان إلى آخر.. يهددون جيرانهم، ويطانزون بين الشعوب وحكامها، بذريعة تصدير الثورة الإسلامية التي لم يعد لها معنى جدير بالاحترام.. كلما حاقت أزمة داخلية في إيران نشط الملالي في شغل الشعوب الإيرانية بمعارك وهمية مع دولة إسرائيل أو الإدارة الأميركية، معارك موضوعها رأسمالهم الكبير، وهو مفاعل نطنز، الذي شغلوا به العرب كالعجم أيضا.. بينما تمتلك إسرائيل سلاحا نوويا منذ نحو سبعين سنة، فلم تهدد به أحدا، ولا كان موضوعا لأي معركة.. مفاعل ديمونة ظل سرا من الأسرار في صحراء النقب، يتحدث عنه الإيرانيون، كما تحدث عنه العرب من قبل، حديثا عن جني يسمعون به ولا يرونه.
 
وعلى العكس من اليهود، جعل ملالي إيران من نطنز علما فوقه فأر.. وبالمناسبة نطنز هي بلدة إيرانية سمي المفاعل النووي الإيراني باسمها، وليس في لغة العرب كلمة نطنز، وإلا كنا استخدمناها في هذا المقام للتوضيح، لكن لفظة طنز العربية تفي بالغرض، فهي تعني سخرية أو استهزاء، كما في قول نصر بن أحمد البصري:
شماتتكم بي فوق ما قد أصابني   وما بي دخول النار بل طَنزُ مالك
 
على أن ما حدث أمس في مفاعل نطنز كان من طنز نتنياهو، وليس من طنز مالك! تلقى ملالي طهران وقم وشيراز لطمة إسرائيلية خفيفة، لطمة ترينا كم هو مفاعل نطنز سهل المنال من داخله ومن خارجه.. حتى ليكفي حريق صغير لإتلافه، دون حاجة لهجوم نووي أو صاروخي إسرائيلي أو أميركي أو من أي شيطان أكبر أو ملاك أصغر.. لكن لسبب مفهوم تود أميركا، وتود إسرائيل بقاء نطنز، ولذات الغرض تحيطانه بهالة إعلامية طنزية، وهما تدركان أن هذا المفاعل النووي مجرد فزاعة أو مطنزة!
 
الحريق في نطنز بالبر الإيراني جاء بعد أيام قليلة من صفعة في عرض البحر تلقاها أصحاب العمائم السود والبيض، حيث ألحق إسرائيليون ضررا كبيرا بالسفينة الإيرانية المستقرة في البحر الأحمر، وكعادتهم اكتفى الملالي بحديث الانتقام الذي يكررونه دائما بعد كل ضربة من الضربات التي يتلقونها، منذ غدت إيران خمينية.. ومؤخرا كما الضربات التي وقعت في العام الماضي، وعددها يفوق العشرة.. ورأيناهم كم وعدوا وتوعدوا إسرائيل بعد أن تمكنت من تصفية العالم النووي الأشهر، محسن فخري زاده، وسط أكبر المدن الإيرانية وأكثرها ازدحاما.. فابشر بطول سلامة يا مربع!!
 
لن يحقق ملالي إيران مشاريعهم المجنونة بعد الآن، بمقدورهم فقط إنفاق الأموال لنصب أهداف يسهل اصطيادها، من قبل الصائدين، متى ما أرادوا وفي الوقت الذي يقررونه هم، ويتركون الملالي يمضون الوقت في كيل الوعد بالانتقام.. في الحقيقة هم ينتقمون، لكن ممن؟ ينتقمون من أبرياء، وينتقمون من شعوب إيران.
 
إن إيران دولة غنية، فهي من كبار منتجي النفط في العالم، لكنها بليت بملالي يبددون الأموال في مشاريع عسكرية، وينفقون جزءاً كبيراً منها على المنظمات الإجرامية والإرهابية، في حين تعاني شعوب إيران من العوز، وكلما انتفضت ضد هذه الأوضاع استخدم الملالي قوات البطش، كما هو الحال في الانتفاضة الشعبية التي شاهدتها المدن الإيرانية قبل عامين.. وقد شهد بذلك مولى مرموق، وهو الملا أحمد توكلي عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي قال قبل أيام إن في إيران حاليا مهيمنين اثنين: هما الجوع والفقر.. وقال إن ثلاثة وسبعين في المائة من السكان هناك يعيشون تحت خط الفقر، وإن لم يكف الملالي الحمقى عن تبديد الأموال في مشاريعهم تلك، ويستمرون في حرمان الإيرانيين منها، عليهم أن ينتظروا انتفاضة شعبية قادمة لن يجدي معها القمع المعتاد.