عبدالغني شعلان.. قاتل الحوثيين وجها لوجه حتى توقف قلبه برصاصة

  • كتب: عامر السعيدي*
  • 09:57 2021/02/28

‏الشهيد عبدالغني شعلان، ناجز الحوثيين واقفا، في معركة تداخلت فيها أنفاس المقاتلين مع شرر فوهات البندقية، قاتلهم وجها لوجه حتى توقف قلبه برصاصة مباشرة.. 
 
ثم خاض مرافقوه معركته حتى حصدهم الرصاص بين شهيد وجريح، وكذلك فعل ركن عمليات قوات الأمن الخاص حتى لحق برفاقه شهيدا.
 
‏استمترت المعركة بعد استشهاد القائد يوما كاملا، من فجر الجمعة حتى الخامسة مساء.
 
لقد ظل جثمان الشهيد واقفا حيث قضى،وكانت المعركة طوال تلك الساعات معركة انتزاع الجسد،زج الحوثيون بمئات المقاتلين من أجل تحقيق نصر بخطف جثة الشهيد،وبدأوا بضخ الشائعات على أن الجثة قد أصبحت معهم في صنعاء
 
في  الخامسة من مساء الجمعة، تمكن أبطال الأمن الخاص من سحق آخر جحافل العبيد وتطيهر أطراف البلق، وقبل أن يلتقطوا أنفاسهم، قاموا بلف جثمان قائدهم البطل بألوان العلم اليمني، وبالتالي نقله إلى مستشفى مارب.
 
،،،
 
سامحني يا صديقي، حاولت أن أغطي نور دمك الساطع بإنكار الحقيقة، من أجل جثتك الطاهرة ومعنويات الأبطال، لكن لا شيء يمكنه أن يحجب الشمس في معبدها أو يمنع ضوء القمر في محرم وعرش بلقيس. 
 
‏لست يا عبدالغني شعلان مجرد قائد عظيم، لم تكن بطلا وحسب، أنت ملهم وخارق، ولسوف نحكي لآلاف الأجيال كيف كنت تصنع أساطيرك وتحاصر حصارك وتستبق عدوك بخطوات إلا في الخطوة الأخيرة التي كنت تعلم أنك سوف تخسرها لكن مثلك لا يتراجع خطوة إلى الخلف حتى لو كان الثمن حياة..
 
‏وماهي الحياة أصلا إن لم تكن عابرة للزمان كحياتك التي تدفقت من ثغرةفي القلب على ملايين السنوات القادمة
 
دمك الشريف ياأشرف القادة،سوف يصبح نهرا للكرامةومطرا لايتوقف من العزةوالإباءوالاستبسال،لقد نفش السبئيون حروفهم في الصخر،لكن دمك نقش في الجبل وحفر في الخلودوتدفق في أوردةالأحرار .
 
لقد عرفتك كبيرا في كل شيء، كبيرا في قيادتك وأنت تتعامل مع جندك كأصدقاء وتحنو عليهم كأب.. وكبيرا مع أصدقائك وأنت تختصهم بوقتك المهدور في سبيل مارب واليمن، وتبادلهم الحديث والضحك وأدوات المقيل وكأن جبال مارب لم تكن محمولة فوق أكتافك ولم تكن أنت موزعا على سفوحها..
 
‏لقد كنت كبيرا مع خصومك وأنت تغفر لهم كلما أساؤوا لك وتغض كلما أوغلوا في تشويهك، وتصبر كلما اتهموك بالباطل واعتبروا واجبك ذنبا وحرصك خطيئة، لقد لقنتهم اليوم درسا في الفداء لو كانوا يعقلون.
 
لم تكن يوما بعيدا عن الموت يا فندم، في جسدك ألف جرح، وألف نزف، كلك جراح، وكل أيامك احتمالات موت..
 
أثخنتك الميادين، حاولوا اغتيالك بالعبوات الناسفة والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والخلايا النائمة، لكنك كل مرة كنت تقتل قاتليك وتقهر موتك وتنبعث من الدخان كعنقاء السماء.
 
لم تقل للجند تحركوا، تحركت أنت وهكذا يفعل العظماء، يقفون في المقدمة وهم يقولون: 
لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ
 
‏السلام على المواعيد المؤجلة يا صاحبي، السلام على الجثمان المسجى بالعلم اليمني، السلام على كتائب الأمن الخاص وهم يقفون لوادعك بإجلال وجلال، السلام عليك وأنت تتجسد في كل جندي وضابط وكل مواطن نام مطمئنا لأن عيونك ساهرة ويدك فاتكة..
 
‏السلام عليك حجوريا تحتشد فيك كل بطولات حجور، السلام عليك وأنت تقف كجبال حجة المطلة على البحر، السلام عليك وأنت تحمل بلق مارب على كتفيك، السلام عليك وأنت تمزج ماء السد بدمك الشريف..
 
* جمعها "الساحل الغربي" من حساب الكاتب على تويتر
 

ذات صلة