«كارنيغي»: هكذا يستفيد الحوثيون من الدبلوماسية الأمريكية
- عدن، الساحل الغربي، متابعة:
- 08:27 2021/02/24
كيف يستفيد الحوثيون من الدبلوماسية الأمريكية ومن تغاضي الأطراف الدولية عن أهدافهم وتصعيد الهجمات في الأثناء، إلى تحقيق المزيد من المكاسب كأولوية تحرك الكيان العسكري لا السياسي الذي عليه المليشيات في ظل تزايد النفوذ الإيراني وتبعية الحركة.
قال مركز مالكوم كير- كارنيجي للشرق الأوسط، إن الحوثيين يمثلون تحدّيًا رئيسًا في وجه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وعقبةً في مسار جهود إحلال السلام، وإنه من غير الواضح كيف ستتمكّن الولايات المتحدة من حثّهم على المضي قدما في هذا الاتجاه.
مؤكدا على أنهم، أي الحوثيين، لا يملكون الآن دافعًا للانخراط في العملية السياسية، وأن استعدادهم المُعلن لتحقيق السلام "ليس سوى خطوة تكتيكية".
ويضيف «أولوية الحوثيين راهنًا تتمثّل في تحقيق المزيد من المكاسب، وليس الانخراط في اتفاقات تقاسم السلطة»، مستفيدين من الدبلوماسية المرافقة للولايات المتحدة، التي تزامنت مع إبطال قرار الإدارة الأميركية الجديدة تصنيف جماعتهم كمنظمة إرهابية.
مشيراً إلى استئناف هجماتهم بشكل مكثف على محافظة مأرب، عقب صدور القرارات الأميركية، مع احتمال أن تواجه بعض المناطق الأخرى هجمات حوثية مماثلة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح المركز، في تقرير بعنوان أمراء الحرب، أن أول التحديات الأساسية التي تعيق التوصل إلى اتفاق سلام مع الحوثيين خلال هذه الفترة «تقديمهم أنفسهم كممثلين وحيدين للبلاد، ولا يريدون المشاركة في أي عملية قد تحرمهم دورهم المهيمن في الشؤون اليمنية الداخلية».
ويتمثل التحدي الثاني في تنامي قدراتهم العسكرية بعد الاستيلاء على المخزون العسكري للجيش اليمني، وتزويدهم بالأسلحة الإيرانية المتطورة، فضلا عن قدرتهم على التجنيد بشكل مكثّف في المناطق الخاضعة لسيطرتهم؛ ما يعزز التصوّر بأنهم غير مضطرّين فعليًا إلى تقديم أي تنازل.
يتابع «ثمة أيضًا مشكلة بنيوية في الحركة الحوثية، إذ تَعتبر نفسها كيانًا عسكريًا لا حركة سياسية. ويبدو أن الحوثيين وبحسب تجربتهم في الصراع مقتنعون بأن الأسلحة تحقق لهم مكاسب أكبر من المفاوضات».
يكمن ثالث تحدٍ في أن أولئك الذين يريدون دفع جماعة الحوثيين إلى محادثات السلام، لا يملكون وسائل ضغط كافية لإلزام الجماعة، إذ إن الحوثيين لا يكترثون لا بالتلويح بالعقوبات ولا بالانتقادات الدولية.
وينوه في هذا الإطار، إلى أن من المهم تسليط الضوء على أن الجناح الإيراني في حركة الحوثيين أصبح ذا تأثير كبير داخل الحركة خلال السنوات الثلاث الماضية. وبالتالي، من شبه المؤكّد أن أي حل في اليمن سيرتبط بأجندات إيران المتعددة في المنطقة.
لكن هذا لا يعني أن الحوثيين لن ينخرطوا نهائيًا في محادثات سلام، بل على العكس، قد يشاركون فيها بالتوازي مع عملياتهم العسكرية على الأرض. وهذا هو النهج الذي استفاد منه الحوثيون منذ العام 2014. وبرز هذا الأمر في العديد من الاتفاقات التي أُبرمت خلال السنوات الماضية.
وتطرق التقرير إلى تغاضي الكثير من الأطراف الدولية عن شنّ الحوثيين هجمات ممنهجة ضدّ خصوم محليين، لتشجيعهم على الدخول في مفاوضات السلام.
إلا أنه وعوضا عن أن تحسّن هذه الخطوة فرص التوصل إلى تسوية، فقد زادت الطين بلّة وفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد، لتتضاءل تبعا لها احتمالات التوصّل إلى اتفاق، ذلك ما يجعل مبعوثَي الأمم المتحدة والولايات المتحدة في اليمن يواجهان مهمة شبه مستحيلة. وفقا لتعبيره.
ووفقا للمركز لا يعني أن الحوثيين لن ينخرطوا نهائيًا في محادثات سلام، بل على العكس، قد يشاركون فيها بالتوازي مع عملياتهم العسكرية على الأرض. وهذا هو النهج الذي استفاد منه الحوثيون منذ العام 2014. وبرز هذا الأمر في العديد من الاتفاقات التي أُبرمت خلال السنوات الماضية.