"انتم حق مدارس .. احنا حق متارس"!!

10:36 2021/02/01

بعد مداهمة الحوثيين صنعاء و ما صاحب تلك  المداهمة تلك من اضطراب و قلق لحياة الأبرياء صبيحة اليوم الثاني من المداهمة كنت في ميدان شرارة (ميدان التحرير حاليا) بصحبة لفيف من أصدقاء الحرف و الأدب نقلب أكف الندم جراء ما حل بالعاصمة المنكوبة صنعاء، تبادلت مع أصدقائي أطراف الحوار حول أقدار العاصمة صنعاء و ذاكرتها المرهقة بانتهاكات البرابرة عبر التاريخ اليمني قديمه وحديثه.
 
تحدثنا عن صنعاء باعتبارها المحطة الأساسية التي دارت فيها رحى الحروب و النزاعات و ما رافقها و نتج عنها من أضرار خطيرة على أرواح الناس و ممتلكاتهم من قبل الإماميين عبر القرون ومن تبعهم واحتشد لهم من رجال القبائل، كون المدينة تقع في قلب المناطق الشمالية القبلية تحيط بها القبائل من مختلف جهاتها، و هي مركز الحكم و فيها دوائره و أدواته و قواه الحاكمة، و هي بعبارة معاصرة نقطة ساخنة في دائرة التنافس و الاقتتال بين قوى سياسية ترتكز كل منها على عدد من القبائل الموالية لها و المدفوعة بمصالحها و تسعى تلك القوى إلى الوصول إلى السلطة على قاعدة توفر شروط الإمامة في الفكر الهادوي . 
 
بعد إتمام المحاورة الفكرية الذي استغراق مدة احتساء كوبين من الشاي قررنا جميعا مغادرة المكان بشكل جماعي، و أثناء تجاوزنا شارع المطاعم فوجئنا بمجموعة من المسلحين.. كان بعضهم لا يضع حذاء على قدميه و لا يعتنون بمشط شعرهم المسترخي بكثافة على أكتافهم، لما مررنا قريبا منهم قال قائلهم مزهوا بالنصر  "انتم حق المدارس .. و احنا حق المتارس"....
 
دوت جملته بشدة في مخيلتي.. حينئذ أدركت الشيء الكثير من وراء جملته التي نطق بها على سبيل الاستخفاف و السخرية كما أدركت إلى قعر سحيق وقعنا في الفخ .
 
من ذلك التوقيت أدركت أن التوجه الجديد القادم من أقصى شمال الشمال يعتزم تطويع الفكر ولي ذراع "أصحاب المدارس" و توجيههم بما يخدم نوايا ومصالح "أصحاب المتارس".
 
ومن ذلك التوقيت بالذات و أصحاب المتارس يتحكمون برقاب "أصحاب المدارس" و يغتالون عقولهم و يصادرون حرياتهم، و هذا ما نلمسه في الجامعات الحكومية و الأهلية و ما نجده في المدارس و المعاهد العلمية.
 
فأصحاب المتارس يفرضون المناهج و الضرائب و التوجهات و الفعاليات و المناسبات و الاحتفالات و الأيام الدينية و الرسائل الأكاديمية التي تخدم فكرهم الأيديولوجي العنصري.
 
عليهم أن يقترحوا كل ذلك و على "بتوع المدارس" أن ينقادوا كالنعاج و أن ينفذوا دون أي نقاش أو تبرم ما يراد منهم، و عليهم كذلك أن ينبطحوا متى أراد "بتوع المتارس" منهم ذلك رضى و تسليم و أن يدفعوا متى لزم الأمر عن يد و هم صاغرون .