ما يجب وما لا يجب.. حول قضيتنا مع الكهنوت

09:25 2021/01/04

إن مشكلتنا الأساسية معكم يا محمد الحوثي ليست حول عائشة، رضي الله عنها، ولا عمر بن الخطاب أو أبو بكر ولا معاوية.. 
 
قضيتنا الحساسة والدقيقة هي جمهوريتنا التي تغتصبونها بقبح، هي هذا الإرث الجمهوري الذي دستم عليه، هي تلك الأعمدة الستة في ميدان السبعين التي قبرتم الصماد تحتها كمحاولة طمس ممنهجة لهذا الإرث الجمهوري، هي النظام الجمهوري الذي عبثتم به.
 
إن الذين يتهمونكم بأنكم تسبون عائشة أو عمر هؤلاء يخدمونكم في الأول أكثر من تشويهكم، هذه عملية تجريف لقضيتنا المركزية التي دفعنا من أجلها آلاف الجماجم.
 
إن تسمية ابنتك بعائشة لن يغير في قضيتنا شيئاً، بل يغيرها من أذهان أولئك الذين يقاتلون من أجل عائشة وعمر، نحن نحب الصحابة كلهم، لكنهم ليسوا قضيتنا المركزية. 
 
إن قضيتنا الوطنية الشريفة هي هذه الجمهورية التي جعلتموها نعلاً للمندوب الساساني.
 
سم ابنتك كيفما شئت وبأي اسم فهذا لا يهمنا، واخرج في ألف خطاب لتقول لهم "اللي يقولوا إن إحنا نسب عائشة زوجة الرسول نقول لهم لو كنا نشتي نسب كنا سبينا زوجة عبدربه"، هذا الخطاب يمكنك أن تخدع به أولئك المغفلين الذين لا يرون أبعد من أنفهم.
 
أما نحن فإننا نقاتل لجمهورية داس عليها الساساني، نقاتل لدماء علي عبدالمغني والزبيري والقردعي والقشيبي والزعيم والزوكا وخالد الدعيس، هذه هي الدماء التي نعرفها، هذه هي الدماء اليمنية الحارة التي سفكتموها، ولا شأن لنا بغيرها.
 
إن أولئك الحمقى الذين يروجون لتلك الإشاعات قد أعجبهم خطابك وربما قد نسمعهم هنا أو هناك يتحدثون "قد قال محمد الحوثي إنهم يحترمون عائشة" وكأن القضية قد انتهت هنا، بينما أيديكم لا تزال مخضبة بدماء ختام العشاري وجهاد الأصبحي وأصيلة الدودحي، بينما ما زلت أتذكر كيف قمتم بضرب الطالبات في حرم جامعة صنعاء بالأسلاك الكهربائية، وما تزال مئات النساء في سجونكم حتى الساعة.
 
قتلتم ختام العشاري ضرباً بالهراوات وأعقاب البنادق، اقتحمتم بيتها وأفزعتم صغارها أيها المتوحشون وتريد لخدعتك أن تمر علينا أيها الساحر البهلوان، تريد أن تخدعنا بهذا الكلام المعسول وأن تعبر على جثث مئات اليمنيات التي اغتصبتموها في سجونكم.
 
إن قضيتنا معكم لم ولن تتوقف في مكان واحد أو في شخص واحد مهما كان حجم رأسه، قضيتنا هي سطوكم على نظامنا الجمهوري وادعاء الحق المقدس، النظام الجمهوري الذي يكفل الحقوق ويقدس الأرواح ويُؤمن المستقبل لملايين الأطفال الذين تفخخون عقولهم في مراكزكم الصيفية.
 
هي تلك المناهج التي تلغمونها كل يوم لإنتاج جيل مفخخ، جيل لا يرى إلا سماحة الكاهن الأعظم ولا يعرف سواه عالما وعلما وتاريخا. 
 
هي ذلك السطو الممنهج على قوت اليمنيين وتحويلهم إلى قطيع مغفل يسهل اقتياده، هي تلك الخطط الشيطانية التي تمارسونها ضد شعبنا اليمني يوما بعد يوم، والزج بآلاف الشباب في الجبهات حتى يعودوا صورا على شاصاتكم.
 
هي تلك النظرة المتعالية التي تنظرون بها لمن يموتون في سبيل عبوديتهم، هي تلك الفتوى التي أفتى بها مشعوذكم الدجال في أحقيتكم بالسلطة والمال وتقديم اليمنيين أموالهم لكم.
 
إن قضيتنا قضية وجود.. قضية ليل ونهار.. قضية حق وباطل.. قضية إنسان وشيطان.. قضية المدنية والتخلف.. العلم والإرهاب.. التسامح والعنصرية.. 
 
قضيتنا معكم ليس لها بداية ولا أدري متى بدأت، لكني أعرف أن لها نهاية واحدة هي زوالكم..