قلعة الطائف بالدريهمى.. شاهد تاريخي على مقاومة تهامة للإمامة
- الدريهمي، الساحل الغربي، خاص:
- 01:08 2020/12/26
على واجهة البحر، تقف قلعة الطائف في مديرية الدريهمي بأجزائها المتبقية، شامخة، تقاوم عوامل الفناء والطمس لهذا المعلم التاريخي، الذي ما يزال يحمل رمزية مقاومة أبناء تهامة للإمامة الكهنوتية، وشاهداً على أحداث تاريخية مهمة.
تعد قلعة الطائف، أحد أهم القلاع الأثرية التاريخية في تهامة، نظراً لما تحمله من دلالات ورمزية على مقاومة أبناء تهامة للإمامة التي سعت في العقود الأولى لبسط نفوذها، مستخدمة سياسة البطش والفتك تجاه كل من يناوئها، محاولة بذلك إخضاع الشعب لسياستها وتوجهها ومعتقداتها.
وفي تلك الجزئية من تهامة عند وصول قوى الإمامة للحديدة، وفي محاولة منها لبسط نفوذها وسيادتها على كامل أجزائها المتمثلة بمديرياتها المختلفة، اصطدمت بصخرة المقاومة من أبناء قبيلة الزرانيق، التي كان معقلها منطقة الطائف وقائدها الذي تزعم حركة المقاومة حينها، الشيخ أحمد فتيني جنيد، الذي يعود تاريخ بناء قلعة الطائف له.
إذ تم بناؤها على ربوة مرتفعة بالساحل لتكون بمثابة قلعة عسكرية، لصد القوى المعتدية، وكحامية في حال تعرض المنطقة لاعتداء خارجي.
فقاد حركة المقاومة في حينها مع أبناء القبيلة الموالين له ضد الإمامة، عندما حاولت دخول منطقة حدود القبيلة الممتدة من الطائف، حتى بيت الفقيه، وكانت منطقة الطائف هي المعقل الرئيس له، ويتخذ من القلعة، محمية عسكرية.
نشبت معارك عدة، بين أبناء القبيلة وقوات الإمامة التي كان يقودها الأمير أحمد حميد الدين، الذي لم يكن قد نصب إماماً على البلاد، ولم يتسن له دخول منطقة الطائف، والسيطرة على قلعتها الشهيرة، إلا بعد سنوات من الحرب والمعارك الموثقة في كتب التاريخ، سطر خلالها أبناء تهامة وقبيلة الزرانيق، أبهى صور الصمود، ومجابهة الإمامة الكهنوتية.
عند دخول الإمام منطقة الطائف، وسيطرته على القلعة، اتخذ منها محمية وأضاف إلى مبناها جزئية من جهة الشرق، وكان يتخذ من علويتها، استراحة له، كلما قدم إلى المنطقة.
وهنا، تم عقد، الاتفاقية الشهيرة المعروفة بـ"اتفاقية الطائف" في قلعتها المسماة قلعة الطائف في العام 1934م.