رغم الجهوزية والوعود المتكررة.. لماذا لم يُفتح مطار المخا حتى الآن؟
- أمين الوائلي، الساحل الغربي:
- قبل 5 ساعة و 43 دقيقة
اختتم مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية، أمس الأحد 21 ديسمبر 2025، اجتماعه الدوري الرابع للعام الجاري، مستعرضاً جملة من الملفات التشغيلية والمالية وخطط التوسع المستقبلية، دون أن يتطرق –ولو بالإشارة– إلى موعد افتتاح وتشغيل مطار المخا الدولي، رغم سلسلة طويلة من الوعود والتأكيدات الرسمية السابقة بقرب التدشين.
هذا التجاهل أعاد إلى الواجهة تساؤلات مشروعة للشارع اليمني، حول أسباب تأخير افتتاح مطار بات –بشهادة الجهات الفنية والرسمية– جاهزاً منذ أكثر من عام ونصف، وحاصلاً على كافة التراخيص المحلية والدولية.
اجتماع مزدحم بالملفات.. وغياب لافت للمخا
وبحسب البيان الصادر عن الاجتماع، ناقش مجلس الإدارة برئاسة الكابتن ناصر محمود، الأداء المالي والتشغيلي، والموازنة التقديرية لعام 2026، وصفقات شراء طائرات إيرباص، وخطط التمويل والدعم، إضافة إلى الإشادة بتطبيق مبادئ الحوكمة داخل الشركة.
غير أن الاجتماع خلا تماماً من أي إشارة إلى مطار المخا، الذي سبق للشركة نفسها أن أعلنت، في أكثر من مناسبة خلال 2025، قرب بدء تشغيله وضمه إلى شبكة مطاراتها المعتمدة.
وعود متتالية منذ مايو.. بلا تنفيذ
العودة إلى التسلسل الزمني للملف تكشف الفجوة وحجم التناقض بين التصريحات والتنفيذ:
ففي 29 مايو، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية رسمياً نيتها البدء قريباً بتسيير رحلات إلى مطار المخا، مؤكدة أنه سيُضاف إلى قائمة المطارات الحكومية التي تعمل منها الشركة.
ثم في 5 أكتوبر، أكدت الشركة، عقب زيارة ميدانية لفريق فني برئاسة نائب المدير العام للشؤون التجارية محسن حيدرة، أن المطار جاهز بالكامل، وأنه سيتم الإعلان خلال أسبوع عن موعد بدء التشغيل، مع وعد بتدشين أول رحلة في (مناسبة وطنية قريبة).
وفي اليوم ذاته، عُقد اجتماع رفيع المستوى ضم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الفريق الركن طارق صالح، ورئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، حيث شدد الجميع على ضرورة الإسراع في تشغيل المطار، لما يمثله من أهمية استراتيجية وتنموية.
ولاحقاً، في 18 أكتوبر، أكد مدير عام مطار المخا خالد عبداللطيف، أن المطار جاهز منذ أبريل 2024، وحاصل على الكود الدولي (OYMK)، وأن التأخير لا يعود لأي عوائق فنية، بل لاعتبارات تتعلق بجدولة الخطوط الجوية اليمنية.
ورغم كل ذلك، انقضت المناسبات الوطنية، وتجاوز العام نهايته، دون أن يرى المطار النور تشغيلياً.
مطار جاهز… وتشغيل معلق
المفارقة الأبرز، أن مطار المخا لم يعد مشروعاً على الورق؛ فقد استقبل بالفعل رحلات إنسانية وطائرات دولية، ورحلات إجلاء، ويعمل وفق إعلان رسمي من هيئة الطيران المدني من السادسة صباحاً حتى السادسة مساءً، مستوفياً شروط الأمن والسلامة والملاحة الجوية، وتحت إشراف وزارة النقل والهيئة العامة للطيران.
إدارة المطار أعلنت مؤخراً فتح قنوات تواصل مع شركات طيران عربية ومحلية، ودراسة إنشاء شركة طيران وطنية تنطلق من المخا، في محاولة لكسر حالة الانتظار الطويلة.
سؤال التأخير… وسؤال السياسة
أمام هذا الواقع، يبرز السؤال الجوهري:
لماذا يتعطل افتتاح مطار المخا رغم الجهوزية الكاملة، والوعود المتكررة؟
وهل يعود السبب إلى اعتبارات تشغيلية بحتة، أم أن المطار –كغيره من مشاريع الساحل الغربي– وقع في مرمى الحسابات السياسية الضيقة؟
تساؤلات تتعاظم مع شعور متنامٍ لدى أبناء الحديدة وتعز بأن مطارهم يُستهدف، وأن هناك محاولات ممنهجة لإجهاض مشاريعهم الحيوية، رغم أنها تخدم شريحة واسعة من اليمنيين، وتخفف عن محافظة تعز المحاصرة، وتفتح نافذة اقتصادية وتنموية واعدة.
ويذهب البعض إلى طرح سؤال أكثر حساسية:
هل لأن الفريق الركن طارق صالح هو من يقود هذه النهضة التنموية، يتم التعامل مع الإنجازات ببرود أو تعطيل؟
وهل لو كان هذا المشروع تابعاً لمكون آخر، لكان قد حظي بالاحتفاء والتدشين بدل الإجهاض والانتظار المديد؟
بين الجاهزية المؤكدة، والوعود المؤجلة، يقف مطار المخا شاهداً على فجوة مؤلمة بين القرار والتنفيذ.
وإلى أن تُكسر هذه الحلقة، سيبقى السؤال معلقاً في سماء المخا:
من يعطل افتتاح المطار؟ ولماذا؟ ومن المستفيد من بقاء هذا المنجز الوطني خارج الخدمة؟
