جرحى الجيش في تعز ومأرب يصعدون احتجاجاتهم للمطالبة بحقوقهم

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 08:42 2025/11/11

تواصل شريحة واسعة من جرحى الجيش في محافظتي تعز ومأرب احتجاجاتها المتصاعدة، تنديداً بما وصفوه بـ"الإهمال المتعمد والتجاهل المستمر" لمعاناتهم من قبل الجهات الرسمية، في وقت تتزايد فيه الدعوات المجتمعية لمساندتهم والضغط باتجاه معالجة أوضاعهم بصورة عاجلة ومنصفة.
 
في تعز، نفذ العشرات من الجرحى، الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بصرف رواتبهم ومستحقاتهم المتأخرة منذ أشهر، وتنفيذ توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بشأن معالجة أوضاعهم وصرف المخصص الشهري المقرر لهم.
 
ورفع المحتجون لافتات وشعارات عبّرت عن سخطهم من استمرار الإهمال، مؤكدين أن حرمانهم من حقوقهم المالية والعلاجية يمثل «خذلاناً لتضحياتهم».
 
وقالت رابطة جرحى تعز في بيان صادر عنها، إن الجهات الرسمية تدير ملف الجرحى بلا مسؤولية، رغم التوجيهات الرئاسية الصريحة، مطالبة بصرف الرواتب المتأخرة منذ خمسة أشهر وتسوية الترقيات واعتماد التعزيز المالي للجرحى غير المدرجين في كشوفات الصرف، إلى جانب تسفير الحالات الحرجة للعلاج في الخارج واستكمال علاج العالقين.
 
في المقابل، تشهد مدينة مأرب اعتصاماً مفتوحاً لليوم الثالث على التوالي، يشارك فيه العشرات من جرحى الجيش، مع توافد مستمر لانضمام آخرين وتوسع في مخيمات الاعتصام، في خطوة تصعيدية بعد عامين من الوعود غير المنفذة.
 
وقال أحد الجرحى في مقطع متداول: «ضحينا بأجسادنا وأرواحنا من أجل الوطن، لكننا اليوم نُقابل بالنسيان والإهمال.. نريد فقط حقوقنا الإنسانية والقانونية المشروعة».
 
ويطالب المعتصمون في مأرب بالتعويض العادل وتوفير العلاج والرعاية الطبية داخل البلاد وخارجها، والمساواة في الرواتب بين مختلف التشكيلات العسكرية، وإنشاء هيئة مستقلة لإدارة ملف الجرحى بعيداً عن الفساد والتلاعب.
 
وتشهد مواقع التواصل تفاعلاً واسعاً مع قضيتهم، حيث أطلق ناشطون وسماً بعنوان #لن_نخذلهم، داعين إلى الوقوف مع الجرحى بالكلمة والموقف والدعم، فيما بدأت مبادرات لتوفير الغذاء والبطانيات والعلاج الطارئ للمعتصمين وسط الأجواء الباردة.
 
ويحمّل المحتجون الجهات الرسمية  –من دائرة الرعاية الاجتماعية إلى وزارة الدفاع ورئاسة الوزراء– مسؤولية تعطيل حقوقهم، محذرين من خطوات تصعيدية في حال استمرار التجاهل.
 
ورغم تكرار الوعود الحكومية خلال العامين الماضيين، إلا أن غياب التنفيذ العملي جعل الجرحى يواجهون واقعاً مريراً من الحرمان والعجز الطبي، في مشهد يلخص مأساة الأبطال الذين قدّموا أجسادهم فداءً للوطن، بينما ما تزال الدولة تتلكأ في رد الجميل.

ذات صلة