نفّذت مليشيا الحوثي، الثلاثاء، حملة مداهمات واقتحامات استهدفت مكاتب ثلاث منظمات دولية في مدينة حجة شمال غرب اليمن، في تصعيد جديد ضد النشاط الإنساني.

وقالت مصادر محلية إن مسلحين حوثيين داهموا مكاتب منظمات أوكسفام (Oxfam)، والمجلس النرويجي للاجئين (NRC)، والمجلس الدنماركي للاجئين (DRC)، وقاموا بتفتيشها بدقة ومصادرة أجهزة وخوادم إلكترونية، قبل انسحابهم من المواقع تحت ذرائع واهية.

ويأتي هذا الإجراء في وقتٍ تعاني فيه المحافظة من مجاعة متفاقمة وأوضاع إنسانية حرجة، إذ تؤوي آلاف النازحين من مديريات حرض وميدي والمناطق الحدودية وتعتمد بشكل أساسي على مساعدات تلك المنظمات.

من جانبه، دان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، استمرار اعتداءات المليشيا الحوثية على المنظمات الدولية، واصفاً ما جرى بأنه حلقة جديدة من مسلسل الابتزاز والتضييق الذي تمارسه المليشيا ضد العمل الإنساني.

وأكد الوزير أن هذه الممارسات تمثل نهجاً ممنهجاً لفرض الوصاية الحوثية على النشاط الإغاثي وتحويله إلى أداة لخدمة أجندة الجماعة السياسية والطائفية، مشيراً إلى أن الحوثيين باتوا يتعاملون مع المنظمات الدولية كـ"هدف أمني" يسعون لإخضاعه ضمن مشروعهم الانقلابي.

ودعا الإرياني إلى نقل مقرات المنظمات والبعثات الأممية إلى العاصمة المؤقتة عدن، لضمان أمن كوادرها واستمرار عملياتها بعيداً عن الابتزاز والانتهاكات المتكررة.

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من اقتحام الحوثيين مجمعاً تابعاً للأمم المتحدة في صنعاء واحتجاز عدد من موظفيه، ما يعزز أن المليشيا تمضي في "عدوان منظم" يستهدف حياد واستقلالية العمل الإنساني في اليمن.