أقدمت مليشيا الحوثي على احتجاز سفينة شحن تجارية وتحويل وجهتها قسراً من غاطس ميناء الحديدة إلى ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع لسيطرتها شمال غربي اليمن، وفقاً لمصادر ملاحية مطلعة.

 

وأوضحت المصادر أن السفينة "أطلس" (ATLAS)، المملوكة لشركة Wafa Shipping Ltd والمسجلة في جزر مارشال، وصلت مياه الحديدة في 24 سبتمبر الماضي قادمة من ميناء ينبع السعودي، وهي محملة بـ7200 طن من مادة السكر المخصصة للاستهلاك المدني.. غير أن المليشيا أجبرتها على مغادرة الغاطس التجاري إلى ميناء رأس عيسى — وهو ميناء مغلق مخصص لتصدير النفط الخام.

 

وأكدت المصادر أن الحوثيين ربطوا السفينة عند أحد الأرصفة النفطية ومنعوها من المغادرة، في ما وُصف باحتجاز قسري يخالف القانون الدولي واتفاقات الملاحة البحرية، مشيرة إلى أن السفينة لا تحمل أي مواد نفطية أو عسكرية.

 

ويأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة من الانتهاكات الحوثية المتصاعدة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.. وقد حذر المركز البريطاني لعمليات التجارة البحرية (UKMTO) ومنظمات دولية من مخاطر عسكرة الموانئ اليمنية وتحويلها إلى أدوات ابتزاز سياسي واقتصادي.

 

مصادر في مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية أكدت أن ما قامت به المليشيا يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مطالبةً الأمم المتحدة والمنظمات البحرية الدولية بالتحرك العاجل للتحقق من مصير السفينة وطاقمها.

 

وأضافت أن احتجاز السفن التجارية في موانئ مغلقة يشكل حادثة خطيرة تهدد أمن الملاحة الدولية وتقوّض الثقة في سلامة خطوط الإمداد عبر واحد من أهم الممرات البحرية في العالم.

 

يُذكر أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق لمنظمات بحرية دولية، بينها Maritime Executive، أن وثّقت احتجاز الحوثيين لسفن تجارية ونفطية في موانئ البحر الأحمر، في إطار محاولاتهم لاستخدامها كورقة ضغط سياسي واقتصادي.