قُتل مساء الجمعة اثنان من أبناء قبيلة همدان بمحافظة الجوف، في اشتباكات مسلحة اندلعت مع أفراد من قبيلة الشولان في منطقة العدلين والمقام بمديرية المتون، في تصعيد دموي جديد لصراع قبلي قديم تعمل مليشيا الحوثي على تغذيته ضمن نهجها القائم على تفكيك النسيج الاجتماعي وتمزيق الروابط القبلية.
وأكدت مصادر قبلية أن القتيلين هما "حميد محمد حميد" و"محمد صالح سبتان" وقد سقطا برصاص مسلحين من قبيلة الشولان، أعقبها اندلاع مواجهات عنيفة استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة.
وتأتي هذه المواجهات في سياق ثارات متجددة تعجز القبائل عن احتوائها في ظل غياب سلطات الدولة، فيما تتهم المصادر قيادات حوثية بارزة بتغذية هذه النزاعات عبر تسليح بعض الأطراف وتحريضها، بهدف إبقاء القبائل في حالة استنزاف دائم ومنع أي تقارب قد يفضي إلى تشكيل جبهة موحدة ضد مشروع الجماعة الطائفي.
في السياق شهدت الجوف في ذات اليوم اشتباكات مماثلة بين قبائل آل زبران وآل قفوعه، إثر تراكم ثأر قديم لم تُحل عقدته في ظل غياب أي تدخل من الجهات الأمنية أو القضائية الخاضعة للمليشيا، وهو ما يعكس حجم الفوضى والتسيّب الذي تفرضه الجماعة على المحافظة.
ويرى ناشطون أن تكرار هذه الحوادث ليس محض صدفة لكنها نتيجة مباشرة لسياسات الحوثيين التي تستثمر في الصراعات كوسيلة للتمكين، عبر تفكيك الحاضنة القبلية وخلق بيئة مشبعة بالخوف والانقسام، مما يساهم في إضعاف الصوت المجتمعي الرافض لمشروعهم القمعي والطائفي.