لا سيادة لا قرار لا كرامة لا مشروع.. الحوثي يُطوى كخردة على طاولة النووي الإيراني

- خاص - الساحل الغربي
- 02:36 2025/05/08
سقط القناع مجدداً عن وجه الكهنوت، وتبدّدت "المسيرة القرآنية" المزعومة كذراع هشّة ومهشّمة تحت وطأة الحسابات الدولية، بعدما لفظتها الصواريخ الأميركية كجيفة سياسية وعسكرية انتهت صلاحيتها.. فما سُمّيت بجماعة الحوثي لم تكن يوماً أكثر من بندقية مستأجرة على خاصرة اليمن، واليوم وبعد أن احترقت أوراقها تُسحب من الطاولة لتُركن في أرشيف أدوات إيران المهملة.
أعلن دونالد ترمب بخفّة المنتصر وسخرية الماكر، أن الحوثيين استسلموا.. لا تفاوض ولا كرامة مقاومة بل صفقة خلف الستار رتّبتها طهران بعناية وقدّمت فيها ذراعها اليمنية قرباناً على مذبح النووي الإيراني؛ قالوا "سنتوقف عن استهداف السفن الأميركية" وكأنهم يُديرون البحر الأحمر، لا يتسكّعون على ضفافه كقراصنة مأجورين.
منذ متى كان الحوثي يملك قراره؟ من صعدة إلى صنعاء، المسار واحد: غرفة عمليات إيرانية تصدر الأوامر ومليشيا محلية تنفّذ وتدفع الثمن؛ وبينما تتبادل طهران وواشنطن الابتسامات في عُمان، يتظاهر ناطق الجماعة بالصلابة ويكرر ببغائياً أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل؛ والحقيقة؟ لا يشمل الحوثي أساساً... لا رأي له لا مكان له لا وزن له... مجرد رصيف على طريق تفاهمات أكبر.
فالحقيقة: "الحوثي ليس طرفاً في المفاوضات بل بندقية على الطاولة" وها هي بندقيته تُكسر ويُرمى بها في سلة إعادة التدوير الجيوسياسية.
لقد أثبتت الأيام – وأكدتها الضربات القاصمة – أن جماعة الحوثي لا تفهم إلا لغة النار أما السلام فبالنسبة لها مجرد هدنة لالتقاط الأنفاس وانتظار شحنة سلاح من طهران، لكنها هذه المرة لم تتلقّ الشحنة... بل صفعة إقليمية بحجم الهزيمة؛ ومَن ملأ الدنيا ضجيجاً عن "تحرير القدس" انتهى به المطاف يتسوّل وقف القصف على رفاته.
وكما قال وزير الإعلام اليمني: إنها "فرصة تاريخية للحسم واستعادة زمام المبادرة"... فما لم يُستثمر هذا التخبط، فإننا نخاطر بترك القط المصاب يعيد ترميم أنيابه.
ما يجري ليس مجرد تهدئة بل تصفية مرتّبة لحسابات طويلة الأمد، وأوّل الضحايا كان الحوثي الذي تمزّقت أوراقه بين تفاهمات مسقط ومفاوضات النووي.. إيران مستعدة للمقايضة والحوثي هو الثمن الأرخص على الطاولة؛ فبعد أن أدّى دوره كأداة تخريب إقليمي ها هو يُطوى كبطاقة محروقة في دفتر التوازنات.
لقد انتهت مرحلة "المفاوض" وبقي "الحوثي" ورقة رطبة لا تصلح حتى لإشعال كوب قهوة.
هكذا تسقط الأوهام لا بصوت خافت بل بانفجارات مدوّية.. الحوثي لم يكن مقاومة بل مقاولة ولم يكن صوت اليمن بل صداه الإيراني؛ واليوم حين تكفّ طهران عن دفع الفاتورة تنهار الجماعة كعمارة من ورق وتنكشف الحقيقة: لا صمود لا مشروع لا سيادة فقط قفصٌ فارسيٌّ تُحرك دميته بيد مفاوض نووي.
من يحارب بغير قضيته، يُهزم من أول صفعة.