تفاقمت حدة الصراع داخل أجنحة مليشيا الحوثي على خلفية وثائق فساد كشفت تجاوزات مالية فاضحة لرئيس جامعة ذمار الدكتور محمد محمد الحيفي، دفعت وزارة التعليم العالي التابعة للجماعة إلى تشكيل لجنة تحقيق بناء على مذكرة من هيئة مكافحة الفساد الحوثية لمراجعة صرفياته، التي تجاوزت مليون ريال شهرياً تحت عناوين متعددة أبرزها بدلات سفر وهمية.

 

وبحسب وثائق رسمية يتقاضى الحيفي أسبوعياً بدل سفر لا يقل عن 300 ألف ريال، إضافة إلى نثريات ومكافآت ومساعدات طبية لعائلته، في وقت يتصاعد فيه الغضب داخل الوسط الأكاديمي، وسط اتهامات باستخدام المال العام لأغراض شخصية، وتعيينات غير قانونية تخضع لاعتبارات الولاء للحوثيين.

 

غير أن التحقيقات الجارية لا تنطلق من دوافع إصلاحية بقدر ما تعكس صراع نفوذ داخلي يقوده محافظ ذمار المعيّن من قبل الجماعة محمد البخيتي، الساعي للإطاحة بالحيفي وتعيين عبدالكافي الرفاعي بديلاً له، بعد فشل محاولات سابقة مماثلة لإقصاء سلفه طالب النهاري في مايو 2023 بالتنسيق مع وزير التعليم الحوثي حسن الصعدي.

 

وتشير مصادر مطلعة إلى أن ملفات الفساد تضمنت إعداد بدلات غير حقيقية وتوظيف المال العام كما لو كان ملكية شخصية، ما دفع أصواتاً أكاديمية للمطالبة بتشكيل لجان رقابية مستقلة من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد ونيابة الأموال العامة لمراجعة كافة عمليات الصرف والتعيين داخل الجامعة.

 

وتأتي هذه الفضائح لتعري ما تشهده المؤسسات التعليمية الواقعة تحت سيطرة المليشيا من تدهور وفساد متجذر، يعكس حجم الانقسام والفوضى التي تضرب حتى القطاعات العلمية والأكاديمية نتيجة تحكم الجماعة بعقلية الغنيمة وتقاسم النفوذ.