الحوثيون.. أمراء حرب يقتاتون على الركام

  • خاص - الساحل الغربي
  • 06:11 2025/03/21

لا شيء يكشف حقيقة الحوثيين أكثر من أفعالهم.. لا تحكمهم أعراف، ولا تقيدهم مسؤولية، ولا تعنيهم معاناة شعب. 
 
إنهم ذئاب ترتدي ثياب "الجهاد"، وتجار حرب لا يجيدون سوى إشعال النيران، والرقص فوق الخراب.. يتحدثون عن "التمكين والسيطرة" وهم يمارسون القتل والقمع ببشاعة، ويتشدقون بالزهد وهم ينهبون قوت الفقراء، كما فعلوا مؤخراً حين سطوا على مخازن برنامج الغذاء العالمي في صعدة، ليسرقوا ما يكفي لإطعام مليون جائع، ويتركوا الشعب يقتات على الهواء.
 
هذه ليست جريمة معزولة، بل نمط متكرر يفضح طبيعتهم اللصوصية.. نهبوا مخازن الحديدة في 2018 ثم استولوا على مساعدات حجة في 2020، والآن عادوا لممارسة هوايتهم المفضلة: سرقة بطون الجوعى؛ كيف لا، وهم يرون في كل كسرة خبز غير مأكولة بأمرهم خيانة؟ الأمم المتحدة رفضت الرضوخ لابتزازهم، فما كان منهم إلا أن اقتحموا المخازن كقطّاع طرق، وكأنهم يقولون: "إما أن تأتينا المساعدات بشروطنا، أو نأخذها بالقوة".
 
يظنون أنفسهم دولة، لكنهم مجرد عصابة تؤمن أن البندقية وحدها تحدد مصير الشعوب.. يقول الصحفي نبيل الصوفي: "لا يمكن أن تفهم عقلية الحوثي إلا حين تستحضر حروب داعش والقاعدة؛ هم لا يعترفون بموازين القوة، لا يرون الدولة، ولا يكترثون بالشعب، فهم وحدهم الدين والدنيا معاً"؛ وهذا هو جوهر أيديولوجيتهم: نحن الحق المطلق، ومن سوانا باطل، يذبحون اليمنيين باسم "الولاية"، ويبررون الهزيمة بأنه "ابتلاء"، ويسرقون المساعدات باعتبارها "غنيمة"، أي فكر منحط هذا الذي يحوّل الجريمة إلى طقس ديني، والنهب إلى فعل مقدس؟
 
لكن السؤال الذي يطرحه الصحفي سمير اليوسفي وجيه: "إذا كانوا لا يعترفون بموازين القوى، فلماذا ينجحون في السيطرة بينما يفشل خصومهم في بناء بديل مقنع"؟ هنا يكمن العار الأكبر؛ الحوثيون لا ينتصرون لأنهم أقوى، بل لأن خصومهم مُبعثرون، ولأن الدولة تركت فراغاً ملأته هذه المليشيا بالحقد والدم؛ كما يقول الصحفي سام الغباري: "هم لا ينجحون إلا على خرابنا، ولكم في بعض التجارب أنموذجاً واضحاً".
 
في نهاية المطاف، لا يمكن التعامل مع الحوثيين كطرف سياسي، لأنهم ليسوا سوى أمراء حرب احترفوا تحويل المآسي إلى مشاريع استثمارية، كما كتبت الناشطة هديل احمد: "لا يؤمنون بالدولة، ولا يعترفون بالشعوب، بل يرون العالم من خلال فوهة البندقية".. وهذا هو جوهر الكارثة: نحن أمام جماعة لا تبحث عن حل، بل عن مزيد من الفوضى، لأن الخراب وحده يبرر استمرار وجودها.
 
الحوثيون لا يحكمون اليمن، بل يبتلعونه.. يأكلون خيراته كما يلتهم الجراد الحقول، وينهبون قوت الشعب كما يسرق اللصوص جيوب الفقراء، ثم يقفون خطباء يتحدثون عن "الصمود" و"المظلومية"؛ لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن أكبر مظلوم في هذا الصراع هو اليمني البسيط، الذي يراه الحوثي مجرد وقود لحربه، وسلعة في سوق المتاجرة بالدماء.

ذات صلة