تصعيد حوثي ضد دور العبادة في رمضان.. منع التراويح وقمع المصلين واستبدال الأئمة بالقوة

  • صنعاء، الساحل الغربي، تقرير/ وليد محمد:
  • قبل 10 ساعة و 27 دقيقة

صعّدت مليشيا الحوثي، خلال الأيام الماضية، من انتهاكاتها ضد دور العبادة في شهر رمضان، حيث منعت إقامة صلاة التراويح في عدد من المساجد في صنعاء ومحافظتي ذمار وإب، وقامت باستبدال أئمة المساجد بعناصر موالية لها، في خطوة أثارت استياءً واسعًا بين المواطنين.
 
في محافظة إب، أفاد سكان محليون لوكالة خبر بأن مليشيا الحوثي استولت على مسجد "هائل" في مدينة القاعدة، بعد أن طردت إمامه الشيخ "وليد راجح"، وعيّنت أحد أتباعها بديلًا عنه، بحضور مشرفها بالمحافظة، المدعو عبد الفتاح غلاب.
 
وعقب احتجاج المصلين، نفّذت المليشيا حملة اختطافات، طالت عددًا من المعترضين، بينهم المواطن طارق عائل مقبل.
 
كما قام المشرف الثقافي للمليشيا في المدينة المدعو "أبو جبريل النوعه"، باستبدال إمام جامع "عبدالوهاب" بآخر موالٍ لهم، ما دفع المصلين إلى مغادرة المسجد احتجاجًا.
 
وفي مديرية السياني، اقتحمت المليشيا أحد المساجد، ضمن سلسلة انتهاكات تطال دور العبادة والقائمين عليها.
 
وفي تصعيد آخر يعكس حالة الاحتقان الشعبي، لقي أحد عناصر المليشيا، ويدعى سلمان الورد، مصرعه برصاص مواطن في قرية المورح بعزلة سودان بمديرية الرضمة شمال شرق إب.
 
ووفقًا لمصادر محلية، قُتل "الورد" بعدما فرضته المليشيا بالقوة كإمام وخطيب للمسجد، وبدأ بنشر خطابها الطائفي، ما أثار غضب الأهالي.
 
وبحسب شهود عيان، فإن المواطن توفيق محمد مصلح عبد المغني أطلق عليه النار مساء أمس، ما أدى إلى مقتله على الفور.
 
وعقب الحادثة، نفذت المليشيا حملة مداهمات واسعة في القرية، واقتحمت منازل المواطنين لترهيبهم، قبل أن يسلم "عبد المغني" نفسه، وسط مخاوف من تعرض أبناء المنطقة لانتهاكات جماعية انتقامًا من الحادثة.
 
وفي صنعاء، أقدمت المليشيا على منع صلاة التراويح في عدد من المساجد كمساجد (الحمزة، والعصيمي، والحسين، والرحبي) بمديريتي السبعين والصافية، إضافة إلى جامع الضبيبي في حي دار سلم، حيث لم يُسمح بإقامتها إلا بعد وساطة من عاقل الحارة، لكن مع فرض رقابة مشددة على المصلين وإطفاء مكبرات الصوت خلال الصلاة، رغم استمرار استخدامها في بث محاضرات زعيم المليشيا الحوثية كل ليلة.
 
كما منعت إقامة التراويح في جامع حنظل بحي البونية بصنعاء، وهو مسجد تاريخي بُني قبل 300 عام، وذلك لأول مرة في تاريخه، بعد تهديد كل من يحاول إقامة الصلاة فيه.
 
وفي محافظة ذمار، أكدت مصادر محلية منع المليشيا لصلاة التراويح في جامع الأحوال المدنية جوار سوق الفراصي بمدينة ذمار، إلى جانب فرض قيود مشددة على المصلين في جامع البلدية، حيث أغلقت مكبرات الصوت، بينما تُفتح هذه المكبرات يوميًا لبث محاضرات زعيم الجماعة طوال ليالي رمضان.
 
وأفاد مواطنون بأن هذه الممارسات ليست جديدة، حيث دأبت مليشيا الحوثي منذ سنوات على التضييق على صلاة التراويح، بحجة أنها "بدعة"، في حين تقوم بتحويل بعض المساجد إلى مجالس لمضغ القات، وفرض محاضرات ودروس زعيمها الطائفية على المواطنين.
 
وأثارت هذه الإجراءات استياءً واسعًا بين الأهالي، الذين أكدوا أن هذه السياسات تزيد من الكراهية ضد المليشيا، خصوصًا في شهر رمضان الذي يفترض أن يكون شهر رحمة وسكينة، لا شهر قمع ومنع للعبادة.
 
وفي ظل تصاعد الانتهاكات الحوثية ضد المساجد وروادها، تزداد حالة الاحتقان الشعبي، وسط تحذيرات من تداعيات هذه الممارسات التي تضيف فصولًا جديدة إلى سجل المليشيا الحافل بالجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين.

ذات صلة