أذيال الفرس في المنطقة وسادة القمع في اليمن

08:49 2025/03/05

منذ أن برزت مليشيا الحوثي كقوة سياسية وعسكرية في اليمن، تحول المشهد في البلاد إلى ساحة صراع لا يخدم سوى أجندات خارجية، وعلى رأسها إيران، هذه الجماعة، التي تدّعي تمثيل الزيدية في اليمن، ليست سوى أداة في يد طهران، تنفذ أجنداتها الإقليمية على حساب الشعب اليمني، وبينما تظهر هذه المليشيا أذلاء أمام إيران وحلفائها في العراق ولبنان، يمارسون أبشع أنواع القمع والاستبداد على اليمنيين، الذين عانوا لعقود من ويلات الحروب والتدخلات الخارجية.
تاريخياً هم ليسوا ظاهرة جديدة، بل امتداد لحركات زيدية قديمة، لكن ما يميزهم هو ارتباطهم الوثيق بإيران، التي وجدت فيهم أداة مثالية لنشر نفوذها في شبه الجزيرة العربية، تعود جذور هذه العلاقة إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما بدأ الحوثيون بالتواصل مع إيران وحزب الله اللبناني، مستلهمين فكرهم السياسي والعسكري من ولاية الفقيه؛ في حين أن المذهب الزيدي في اليمن تاريخياً كان يتمتع باستقلالية نسبية عن الاثني عشرية في إيران والعراق، فإن هذه الجماعة المليشاوية تبنوا أيديولوجية أقرب إلى النهج الإيراني، حيث تخلوا عن كثير من الخصائص التقليدية للزيدية لصالح فكر أقرب إلى الحرس الثوري الإيراني.
وما حصل في لبنان مؤخراً من اتباع هذه المليشيا والذي اظهرهم وهم أكثر خنوعاً لأصغر عضو في  حزب الله، 
على النقيض من ولائهم المطلق لإيران، يظهر الحوثيون كطغاة مستبدين في الداخل اليمني، حيث يمارسون سياسة الترهيب والقمع ضد كل من يعارضهم، فمنذ سيطرتهم على صنعاء في 2014، انتهجوا سياسة قمعية شرسة، تضمنت الاعتقالات التعسفية، والتعذيب في السجون السرية، وتصفية المعارضين سياسياً وعسكرياً، أحد أبرز مظاهر القمع الحوثي هو استهدافهم للصحفيين والنشطاء، حيث تعتبر اليمن واحدة من أخطر الدول على حرية التعبير بسبب الانتهاكات التي تمارسها الجماعة، كما فرض الحوثيون نظاماً تعليمياً وإعلامياً يسعى إلى غسل أدمغة الشباب وتجنيدهم لصالح مشروعهم الطائفي.
قد يتسأل الكثير من الناس لماذا يخضع الحوثيون لشيعة إيران والعراق ولبنان ويستبدون باليمنيين؟ التفسير الأساسي لهذه الظاهرة يكمن في أن الحوثيين يدركون جيدًا أنهم مجرد أدوات في المشروع الإيراني والمذهب الشيعي (شيعة شوارع)، وليسوا شركاء فيه، فهم يعلمون أن أي محاولة للتمرد على طهران أو ميليشياتها في المنطقة ستقابل برد قاسٍ، ولذلك، فإنهم يلتزمون بالطاعة العمياء لإيران وحلفائها، على عكس موقفهم داخل اليمن، حيث يمارسون القمع بوحشية لأنهم يعتبرون اليمنيين الحلقة الأضعف في معادلتهم السياسية.
 
كذلك، يعكس هذا السلوك طبيعة المشروع الحوثي، الذي لا يقوم على أي قاعدة وطنية، بل هو مشروع خارجي يسعى لتحقيق أهداف إيران على حساب اليمنيين. ويدرك الحوثيون أن شرعيتهم الوحيدة تأتي من دعم طهران، وليس من الشعب اليمني، ولذلك فهم يسعون بكل الطرق لقمع أي صوت معارض داخلي.
وبالتالي هناك تداعيات خطيرة لمشروع هذه الجماعة على اليمن والمنطقة، فاستمرار الهيمنة الحوثية في اليمن لا يشكل خطراً على اليمنيين فحسب، بل على المنطقة بأسرها، أي وجود كيان تابع لإيران في خاصرة السعودية والخليج يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، ويفتح الباب أمام المزيد من التدخلات الخارجية في الشأن اليمني.
محصلة الحديث بأن جماعة الحوثي ليسوا أكثر من دمية في يد إيران، يستخدمها نظام الملالي لزعزعة استقرار المنطقة وتحقيق مصالحه التوسعية، وعلى اليمنيين والمجتمع الدولي إدراك هذه الحقيقة، والعمل على مواجهة المشروع الحوثي، ليس فقط كجماعة متمردة، بل كذراع إيراني يسعى لتدمير اليمن وتحويله إلى ساحة صراع دائم،  فاليمن يستحق أن يكون حراً مستقلاً، لا رهينة في يد ميليشيات طائفية تابعة لأجندات خارجية.