الكرامة المزعومة تتهاوى.. الحوثي يفرج عن "جالاكسي ليدر" صاغراً

  • خاص - الساحل الغربي
  • قبل 7 ساعة و 30 دقيقة

في خطوة متسارعة تكشف زيف الشعارات التي طالما تشدّقت بها الجماعة، أفرج الحوثيون عن طاقم السفينة اليابانية "جالاكسي ليدر" بعد خمسة عشر شهراً من الاحتجاز، في محاولة متأخرة لتلميع صورتها المشوهة.. لم تكن هذه الخطوة سوى حلقة جديدة في سلسلة الابتزاز والعهر والانتهازية، حيث يجيد الحوثيون تقديم أنفسهم كقراصنة ومليشيا مارقة خارجة عن القانون، يمارسون لعبة شد الحبل مع المجتمع الدولي، لكنهم سرعان ما يرضخون عندما تعلو نبرة التهديد.
 
لم يصمد الحوثي طويلاً أمام لغة القوة، إذ جاء الإفراج بعد أيام فقط من تنصيب دونالد ترمب، وكأن الجماعة، التي صدّعت العالم بخطابات "السيادة والاستقلال"، وجدت نفسها فجأة أمام خيار وحيد: ”الركوع“.. فمن كان بالأمس يهدد ويتوعد، ها هو اليوم يسلم أوراق الضغط بكل امتثال فاضح، في محاولة بائسة لتجنب "الجلد الأميركي".
 
طوال فترة الاحتجاز، لم يكن البحارة سوى أوراق تفاوض تلوح بها الجماعة متى شاءت، ليكتشف الجميع أن الحوثي لم يكن سوى قرصان يغرق في أوهام "السيادة" التي تتبخر بمجرد وصول تحذير حقيقي من البيت الأبيض؛ وبينما كانت واشنطن تُعِد العدة، كان الحوثي يُعد مخرجاً يحفظ له ما تبقى من ماء الوجه.
 
ومع هذا الخضوع، حاولت الأبواق الإعلامية الحوثية تقديم القضية وكأنها جزء من صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، في محاولة هزلية يائسة لخلط الأوراق والتغطية على الحقيقة المُرّة: ”الجماعة أفرجت عن الطاقم لأنها خافت، وليس لأنها أرادت“.. في سردية متهالكة وصفها البرلماني عبده بشر بعبارة ساخرة: ”كلامٌ مرقع بصميل“، كاشفاً بذلك حجم التلاعب الحوثي الذي بات مفضوحاً أمام الرأي العام المحلي والدولي.
 
الإفراج عن السفينة "جالاكسي ليدر" لا يغير الواقع المرير بأن موانئ اليمن ما زالت رهينة لسيطرة جماعة تنتهج سياسة ”وقت الغنائم“، حيث تُستغل هذه المرافئ كنقاط انطلاق لعمليات القرصنة المنظمة، في ظل صمت دولي مريب.. ومع كل تصعيد عبثي تمارسه الجماعة، يزداد يقين العالم بأن الموانئ اليمنية خاضعة لإدارة عصابات تعمل وفق أجندات طهران.
 
هذه الواقعة لا تُقرأ بمعزل عن السلوك الحوثي العام، الذي أثبت مراراً أن الجماعة لا تجيد سوى لغة الخطف والابتزاز، معتقدة أن بإمكانها الاستمرار في أداء دور "الضحية" بينما تمارس دور الجلاد المجرم بمهارة.. غير أن الإفراج المفاجئ يكشف، بلا أدنى شك، أن هذا القرصان الرديء لا يتحرك إلا حين يشعر بأن السكين قد اقتربت من رقبته.
 
القضية برمتها تفضح جماعة تجيد فن العبث، من احتجاز السفينة إلى الإفراج عنها، في مشهد يكشف طبيعة نظام لا يرى في كل شيء سوى غنيمة تُدار بمنطق العصابات.. ومرة أخرى، يبرهن الحوثيون أن شعاراتهم عن "الكرامة والسيادة" ليست سوى ضجيج فارغ سرعان ما يتلاشى أمام أول اختبار حقيقي؛ وبينما تحاول الجماعة تسويق وهم الانتصار، يبقى الواقع أكثر وضوحاً: الحوثي لا يملك قراره، بل يتحرك وفق إيقاع الضغوط الخارجية، مترقباً الضربة القادمة.

ذات صلة