شهدت العاصمة المختطفة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، تصاعدًا مقلقًا في الانتهاكات التي طالت الكفاءات المهنية والحقوق الإنسانية.

 

اختطفت مليشيا الحوثي الكابتن طيار مقبل الكوماني بعد مداهمة منزله في صنعاء، عقب نشره محتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي عبّر فيه عن دعمه للشعب السوري؛ وأفادت مصادر مطلعة بأن الكوماني اقتيد إلى جهة مجهولة، في خطوة تعكس مساعي الحوثيين لإسكات الأصوات الحرة المناهضة لسياساتهم.

 

الكوماني، المعروف بمسيرته المهنية المتميزة وحضوره البارز عبر منصات التواصل، أثار غضب الجماعة بمواقفه المؤيدة للقضايا العربية، خاصة في ظل تصاعد الغضب الإقليمي ضد نظام بشار الأسد المدعوم من إيران.

 

في حادثة أخرى، توفي مهندس الطيران عدنان في صنعاء بعد أن اضطر للعمل كبائع متجول لبيع "العشار" نتيجة توقف راتبه التقاعدي من قبل الحوثيين؛ الكابتن عدنان، الذي قضى عقودًا في خدمة الطيران اليمني، واجه ظروفًا معيشية صعبة أدت إلى وفاته، مما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا.

 

بدأ عدنان مسيرته المهنية في الثمانينيات في مطاري عدن وصنعاء، واستمر في تقديم خدماته في مجاله حتى عاد إلى مطار صنعاء، حيث أجبرته السياسات الحوثية على التخلي عن مهنته والعمل في ظروف مهينة.

 

في الظرف ذاته، أعلنت مليشيا الحوثي خططًا لصرف رواتب كاملة لكبار المسؤولين في حكومتها، بينما يواجه الموظفون العاديون سياسة صرف نصف راتب كل أربعة أشهر، في خطوة تكشف استغلال الموارد لتكريس سيطرتهم.

 

هذه الحوادث تسلط الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، حيث يواجهون التهميش والقمع في ظل أوضاع معيشية خانقة وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.