في خطوة تعكس الفوضى والتخبط والترنح، انقلبت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة الشرعية والسعودية والأمم المتحدة بوساطة عمانية في مسقط؛ مساء السبت، أعلنت المليشيا استيلاءها على مركز شركة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء، في تحدٍ صارخ لكل الاتفاقات الدولية.

 

الحيادية والمهنية.. هكذا وصفت المليشيا إدارتها للشركة، متجاهلة تمامًا حقيقة أنها تحتجز الطائرات وتفرض سيطرتها على أرصدة الشركة بالقوة؛ جاء هذا البيان بعد ساعات فقط من إعلان الحكومة المعترف بها دوليًا انتهاء أزمة الحجاج اليمنيين العالقين في السعودية وعودتهم إلى صنعاء، مما يبرز استغلال المليشيا الحوثية للأزمات السياسية والاقتصادية وإفشالها لأي مفاوضات ومساعي للسلام، ويبرز التناقض الصارخ بين الأقوال والأفعال الحوثية.

 

الاتفاق الذي جرى في مسقط كان يهدف إلى إعادة الحجاج اليمنيين العالقين في السعودية وإنهاء احتجاز الطائرات الأربع يوم الأحد، والسماح بإقلاعها من صنعاء إلى جدة، مقابل استئناف الرحلات الجوية بين صنعاء والأردن؛ ولكن، وكما هو متوقع، استغلت مليشيا الحوثي الاتفاق لإعادة الحجاج العالقين وإنهاء الضغط الشعبي عليها، ثم احتجزت الطائرات مرة أخرى.

 

في اجتماع مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية في القاهرة، تم مناقشة قضايا الشركة وتطوير خدماتها؛ وأكد المجلس ضرورة الإفراج عن الطائرات وأرصدة الشركة المحتجزة في بنوك صنعاء لضمان استمرار الخدمة؛ كما ناقش المجلس أداء الشركة المالي والتشغيلي خلال الربع الأول من العام الجاري، ونتائج المفاوضات مع شركة إيرباص بشأن إعادة هيكلة اتفاقية شراء الطائرات.

 

وفي بيانها، أعلنت مليشيا الحوثي نقضها للاتفاق الذي أبرمته بشأن الطائرات اليمنية المختطفة في مطار صنعاء، معتبرة أي إدارة خارج صنعاء غير قانونية؛ واتهمت الإدارة الشرعية في عدن بأنها تتلقى توجيهات خارجية وتقوم بصيانة الطائرات في مراكز خارجية بمبالغ باهظة، وشراء طائرات مستخدمة غير مطابقة للمواصفات.

 

جاء هذا البيان بعد ساعات من انتهاء جولة المفاوضات الأخيرة في مسقط، والتي أسفرت عن اتفاق يقضي بإفراج الحوثيين عن الطائرات المحتجزة وضمانات دولية بعدم تكرار هذا العمل؛ كما تضمن الاتفاق الإفراج التدريجي عن أرصدة الشركة، مقابل عودة الأمور إلى ما كانت عليه واستئناف رحلات عمّان وفتح مبيعات التذاكر من جميع المحافظات.

 

أمس، أقلعت طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى جدة لإجلاء الحجاج العالقين، وكان من المقرر عودة الطائرات إلى مطار عدن اليوم الأحد؛ ولكن، في ظل هذه الفوضى، يبقى السؤال: إلى متى ستظل المفاوضات والاتفاقات رهينة لأهواء المليشيا؟