الحرس الثوري وإسرائيل: بين توسيع النفوذ الغربي في المنطقة واستغلال ضعف محور المقاومة

05:21 2024/03/02

‏تنفذ اسرائيل جدولها الامني والعسكري يوميا.
تفوقها الكبير يمنحها حرية الحركة في كل البلدان التي تسيطر عليها الخمينية.
باستثناء اليمن، التي لايزال شأنها مرهون بقرار امريكي بريطاني، لايزال يقول لاسرائيل: اليمن ليست خطرا، فطهران تستخدمه فقط في محاولة لابعاد الخطر الاسرائيلي الحاسم في لبنان وسوريا والعراق وايران نفسها.
وحده المقاوم الوطني من كسر اسرائيل في بلادنا وليس داخل اسرائيل.
في لبنان انتصر المقاوم الوطني الذي كان يسمى المقاومة الاسلامية وحرر الجنوب قبل ان يتحول حزب الله الى مشروع سياسي اسقط بيروت في الوحل، وهاهو يختبئ كجرذ خوفا من البطش الاسرائيلي.
وفي فلسطين، امتلئ العالم تضامنا مع بطولات المقاوم الفلسطيني قبل ان تخطفه ايران وتحوله مجرد جندي في معاركها.
 
نجح حزب الله حين كان لبنانيا تدعمه ايران، وسقط حين اصبح ايرانيا يحكم لبنان.
وصمدت حماس بعيدة عن ملالي الخميني، وارتكبت اكبر حماقة أهلكت شعبها حين قطرت نفسها بالحرس الثوري.
وظلت سوريا محمية بوطنيتها وقوميتها، لكنها اليوم كالعراق عاجزة عن اي فعل بعد ان غرست كلاب الحرس الثوري انيابها فيها، فصارت مباحة للاسرائليين يعيثون فيها الخراب، حتى الحرس الثوري عاجز عن حماية نفسه من اسرائيل في بغداد وفي دمشق.
ووسط هذه الوقائع.. لاتملك ايران الا التحريض ضد الدول العربية التي تتصرف وفق حدود الممكن، رافضة هكذا معارك تقود الى الهزيمة امام عدو جامح ودولة بنيت بمنهجية حديثه تقنيا، مهما كان كرهنا لها لكننا لانمتلك أي عامل من عوامل قوتها.
هذه وقائع لامجال أمامها للعنتريات الفارغة.
الحوثي يرى نفسه زعيما عربيا، يهين القيادات العربية في خطبه التحريضيه وهو يعيش في الدرك الاسفل من شروط القوة الوطنية، مجرد عميل ايراني لايتحمل أي مسئولية امام اليمن ومصالحها ومخاوفها وعوامل قوتها.
تنفخ ايران عبدالملك باسم اليمن امام الثور الاسرائيلي، على أمل ان تنشغل به تل ابيب وتترك طهران وتوابعها القريبة بعيدا عن الحرب الشاملة، ثم تعود لتتفخه من أجل مزيد من الضغط على الدول العربية تحريضا ضد نظمها وقياداتها، كفرص أخرى للنجاة بعيدا عن محيط اسرائيل، في مقامرات لاتنتهي.
ومع كل يوم جديد تقتل اسرائيل قيادات الحرس الثوري في كل مكان، في ايران والعراق وسوريا ولبنان.
وقد يسقط اليمين الاسرائيلي حكومته الحالية، بحثا عن انتصارات أكبر، وسيأتي برئيس وزراء جديد غير نتنايهو، في مرحلة جديدة تملك فيه اسرائيل كل عوامل القوة وتتحرك بكل دوافع الخوف كالثور الهائج.
وفي المقابل، عالم عربي منقسم، وحرس ثوري ايراني لايقدر على اسرائيل ولكنه يشغلها كل يوم يقدم لها قربانا عربيا جديدا.