"الطرد" يطال مئات الطلاب والطالبات.. سياسة حوثية تكتسح المدارس

  • صنعاء، الساحل الغربي، مجيد الحميري :
  • 04:45 2023/02/06

سجّلت عدّة مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية في الأيام القليلة الماضية المئات من حالات الطرد الفردي والجماعي لطلاب وطالبات من مدارسهم؛ جراء عدم دفع المبالغ التي فرضتها الجماعة شهرياً.
 
آخر تلك الحالات المسجلة تمثلت بطرد مدير مدرسة "التضامن" بمديرية الخبت في محافظة المحويت الواقعة تحت سيطرة الجماعة عشرات الطلاب من مختلف الأعمار من المدرسة، وفق ما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط".
 
مصادر تربوية في المحويت ذكرت أنّ المدير الحوثي، ويدعى سيف علي، أقدم وبشكل تعسفي على طرد أكثر من (28) طالباً من المدرسة بعد توبيخهم أمام زملائهم، على خلفية عجز ذويهم عن دفع مبلغ ما يُسمّى بـ"المساهمة المجتمعية".
 
تزامن ذلك مع تسجيل حادثة أخرى مشابهة، تمثلت في إقدام مديرة مدرسة "مجاهد" في حي سعوان في العاصمة صنعاء على طرد عشرات الطالبات، بعضهن بمبرر عدم دفع الجباية، فيما الأخريات بحجة رفضهن في طابور الصباح ترديد "الصرخة الخمينية".
 
 
ووفق المصدر، فقد لجأت معلمة تدعى أمة العليم الفلاحي قبل أيام إلى تقديم استقالتها من مهنة التدريس في مجمع "الإمام البخاري" بمنطقة اليهاري في ريف إب؛ احتجاجاً على تكرار تعسفات الانقلابيين، وتضامناً مع طلاب فقراء طُرِدوا حديثاً من المدرسة بسبب عجزهم عن دفع المال للميليشيات.
 
وكانت تقارير دولية وأخرى محلية قد أكدت أنّ الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية تسببت في تدهور القطاع التعليمي، وتسرب ملايين الطلاب عن التعليم، وانقطاع آلاف المعلمين عن التدريس بسبب انقطاع الرواتب، وفرارهم من منازلهم جراء بطش وتنكيل الجماعة، وتم تدمير مئات المرافق التعليمية، وتحول بعضها إلى ثكنات عسكرية.
 
وفي بيان حديث لها، قالت منظمة الهجرة الدولية: إنّ نظام التعليم في اليمن بات على حافة الانهيار جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من (8) أعوام.
 
وأضافت المنظمة، في منشور على حسابها في "تويتر" أنّ (2700) مدرسة تعرّضت للدمار أو الضرر، منذ بدء الحرب باليمن، مشيرةً إلى أنّها تدعم (16) مدرسة في (6) مواقع نزوح لتحسين الوصول إلى التعليم.
 
وأكّد تقرير سابق نشرته منظمة "يونيسيف" الأممية أنّ ثلثي العاملين في العملية التعليمية في اليمن، والمقدر عددهم بـ(171.6) ألفاً، لم يتقاضوا رواتبهم منذ (4) أعوام على الأقل، وأنّ بعضهم ما يزالون يواصلون مزاولة مهنتهم، رغم انقطاع الرواتب والتحديات والظروف الأخرى، على أمل أن يتم تسديد هذه الرواتب لاحقاً، وخوفاً من فقدان وظائفهم أو اتهامهم من طرف الميليشيات بـ"الخيانة والعمالة".
 
مسؤولو نقابة المعلمين اليمنيين أعلنوا من جانبهم، في وقت سابق، عن مقتل (1580) معلماً على أيدي ميليشيات الحوثي خلال الفترة من 2015 حتى 2020، منهم (81) من مديري المدارس والإداريين، و(1499) قتيلاً من المعلمين، وقضى (14) من القتلى بسبب التعذيب في السجون الحوثية، في محافظات صنعاء والحديدة وحجة وصعدة.

ذات صلة