محاولات دق الأسافين بين السلفيين آخر أوراق الحوثي قبل المعركة .. "دماج في الساحل وفي شبوة ومارب"

  • الساحل الغربي، محمد التميمي:
  • 11:56 2023/01/25

بعد محاربتها لجماعة السلفيين لعقود من الزمن، وتشريدهم من مراكزهم ومنازلهم وأماكن إقامتهم في عدد من المحافظات وأولها محافظة صعدة، مليشيا الحوثي ترعى ندوات ومحاضرات لبعض مشايخ جماعة السلفيين في العاصمة صنعاء، استقدمتهم من عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
 
يأتي ذلك ضمن مخططات مليشيا الحوثي الإرهابية ومحاولاتها في زرع بذور الفتنة بين جماعة السلفيين، ودق الأسافين فيما بينها، باستقطاب بعض المشائخ من الفصائل الهامشية في التيار السلفي.
 
وفي سبيل تنفيذ مخططاتها أقامت المليشيا الحوثية منتصف يناير الجاري ندوة تحت عنوان "الحرب الناعمة " في جامع الصالح بالعاصمة صنعاء والتي شارك فيها عدد من قيادات المليشيا، بينهم محمد أنعم - عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي، وصالح العديري مندوب جماعة الشيخ محمد الإمام، وعبد الجليل الشرعبي ممثل جمعية الحكمة السلفية بصنعاء، ومطيع شبالة ممثل جمعية الإحسان السلفية، وفارس الصباحي ممثل جمعية الحكمة اليمانية في إب، ومحمد الشرفي عضو الأمانة العامة لحزب السلم والتنمية السلفي.
 
وتعد هذه الندوة خطوة متقدمة من قبل مليشيا الحوثي استعدادًا لأي مواجهات عسكرية حاسمة مرتقبة، وفي اعتقاد المليشيا أنها باستقطاب تيارات السلفيين ومحاولة زرع العداء بينهم ستنجح في إضعاف القوة العقائدية الضاربة في صفوف القوات المشتركة.
 
واستطاعت المليشيا الحوثية إرغام بعض السلفيين في مناطق سيطرتها تبني رؤية "الحرب الناعمة" على أنها الضامن الوحيد لها بالسير في إتجاه الحد من الانفتاح في الجزيرة العربية وفي محاولة لدفعهم للنيل من دول التحالف وخاصة السعودية والإمارات.
 
واشرفت قيادات حوثية على الندوة التي رعتها المليشيا، بينهم : وزير الإرشاد نجيب العجي، ونائب وزارة الإرشاد فؤاد ناجي، وعضو المكتب السياسي للحوثيين حزام الأسد ووكيلا وزارة الإرشاد صالح الخولاني ومحمد مانع، ووكيل التربية والتعليم غائب الرازحي، ومدير عام الخطباء والمرشدين بوزارة الارشاد عبد الرحمن الموشكي، وعضو مجلس الشورى مصلح أبا شعر، والذين يسعون إلى تحويل المنابر لخدمة المشروع الحوثي - الإيراني، والذي بات يوزع خطبتي الجمعة بالقوة على الخطباء في المساجد الخاضعة للمليشيا.
 
 
خطوة استباقية
 
يري مراقبون أن الندوة خطوة متقدمة من قبل الحوثي استعدادًا لأي مواجهات عسكرية حاسمة مرتقبة، وفي اعتقاد المليشيا أنها باستقطاب تيارات السلفيين ومحاولة زرع العداء بينهم ستنجح في إضعاف القوة العقائدية الضاربة في صفوف القوات المشتركة التي لقنت المليشيا الحوثية دروسًا قاسية في عدد من جبهات القتال في عدن ولحج والساحل الغربي وتعز وشبوة ومأرب، وتخشى المليشيا المواجهات مع الجماعات العقائدية لا سيما جماعة السلفيين، وهذا ما تخشاه المليشيا في حال فشلت المفاوضات الثنائية بين المليشيا والمملكة.
 
سلفيو الرافضة 
 
في غضون ذلك رد الشيخ السلفي يحيى الحجوري على إجتماع سلفيين مع الحوثيين في جامع الصالح بصنعاء في مقطع صوتي بعنوان " النصيحة الواضحة للزائغين سلفيي الرافضة" والتي ركز فيها الحجوري على العديد من النقاط والتي تكون بمثابة نصائح للخطباء والمرشدين والذي لهم الدور الرئيسي في نصح المسلمين وخاصة الذين اصبحوا تابعيين للحوثيين.
 
وبحسب موقع الشيخ الحجوري فإن شروط خطب السلف أن تكون خطب علمية تفقهية، وأَنْ لا تكون الخطب سياسية، فإِنَّ الخطب السياسية لا بركة فيها، وأَنْ تسخر المنابر للعلم النافع والعمل الصالح، للتثبيت على دِين الله، لإحياء قلوب المؤمنين لذكر الله.
 
وانتقد الشيخ  الحجوري من أسماهم أناسٌ شموا روائح السنَّة، ثم تنكروا لها بسبب الدنيا، وصاروا الآن آلات حماية للباطل وأهله بعد تحول بعض السلفيين للدفاع عن الحوثي متخوفا من خروجهم عن المذهب مع جماعة تتطاول على السيدة عائشة رضي الله عنها.
 
وحذر الشيخ الحجوري من العمالة، قائلا: "والله أصبعي هذه لو كانت عميلة لجهة من الجهات لقطعتها، من قبل وأنا أقول هذا هاتوا واحدا يسيرني من شرقي أو غربي أو جنوبي أو شمالي أو خليجي أو غير واحد، هاتوا واحدا يسرني في دعوتي".
 
وقال الحجوري  "من جالس جانس" و"المرء على دين خليله" متسائلاً: "هل تريد تحشر مع هؤلاء.. مع هذا الصنف" في إشارة إلى الحوثيين.
 
المناصب أولى المكاسب
 
وبعد الندوة بأيام أصدر المدعو مهدي المشاط رئيس مايسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين قرارًا بتعيين الشيخ صالح العديري مندوب جماعة الشيخ السلفي محمد الإمام عضوًا في مجلس شورى الحوثيين بصنعاء.
 
وفي السياق نفذ الشيخ محمد حزام الفضلي البعداني صاحب مركز دار الحديث في محافظة إب، رحلة مكوكية لأول مرة بعد إنقطاع دام لما يقارب خمسة عشر عامًا، بدأت في يناير الجاري شملت مراكز أهل السنة والجماعة، بداية من مركز الشيخ محمد الصوملي في صنعاء ثم مركز الشيخ محمد الإمام في ذمار، وصولا إلى مركز الشيخ عبدالعزيز البرعي.
 
وجدت المليشيا من محاضرة الشيخ السلفي محمد بن حزام ”البعداني” ومن تبعه في جامع الخير بصنعاء، مادة للترويج الإعلاني لها ووسيلة من وسائل زرع الفتنة بين فصائل السلفيين.
 
وفي هذا الصدد أشاد القيادي الحوثي حزام الأسد عضو ما يسمى المكتب السياسي لجماعة الحوثيين بالمحاضرة التي ألقاها الشيخ محمد بن حزام البعداني، في جامع الخير بالعاصمة صنعاء بعنوان "الأخوة الاسلامية وأهمية الحفاظ عليها".
 
وقال القيادي الحوثي حزام الأسد في تغريدة على حسابه في توتير سمعنا كلام في غايةالروعة والحكمة، نسأل من الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين على كتابه الكريم والتمسك والاعتصام بحبله القويم".
 
وأضاف الأسد بالقول " في حضرة الشيخ السلفي محمد الصوملي وبحضور الشيخ صالح العويري والاستاذ محمد الحميري جمعنا اليوم لقاء طيب ومبارك بالشيخ محمد حزام الفضلي والشيخ سرور الوادعي".
 
التناقض بين الواقع الخطاب
 
ورغم أن المحاضرة تضمنت أهمية الأخوة الإسلامية والحفاظ عليها والتحلي بخلق العدل والإنصاف، وتطهير القلوب من كل ما يعكر صفو الأخوة وإلى إحياء سنة التزاور لتوثيق أواصر الأخوة بين أبناء البلد الواحد، وهذا يتناقض تمامًا مع أفعال الحوثيين وممارستهاهم في قطع الطرقات واختطاف المدنيين وابتزازهم، وحصار المدن والقرى ، إلا أن المليشيا استغلتها إعلاميًا في محاولة منها لشق الصف والترابط الفكري بين فصائل السلفيين.
 
توظيف إعلامي
 
وتناقلت وسائل إعلام المليشيا وناشطيها، أخبار وإشادات بمحاضرة الشيخ البعداني، دون أي اكتراث لتناقضاتها مع ممارسات قيادتها، كقولها : "وحذر الشيخ ابن حزام من التعصب الحزبي والتعصب للجماعة والشخصيات مهما كانت مكانتها" وهذا ما تمارسه مليشيا الحوثي حرفيًا في تقديس السلالة وعبادة سيد الكهف.
 
حضر المحاضرة عدداً من مشائخ السلفية المتسلقة باليمن والتي بدأت في السير بإتجاه الحوثيين وهم: الشيخ محمد الصوملي القائم على جامع الخير، والشيخ سرور الوادعي والشيخ صالح العويري مندوب الشيخ محمد الإمام صاحب دار الحديث بمدينة معبر والذي عينته المليشيا الحوثية مؤخرا عضو بمجلس الشورى، ومحمد الحميري وكيل قطاع القران الكريم بوزارة الإرشاد لشؤون الحج والعمرة .
 
كما أن محاولة زرع الفتنة في صفوف التيارات السلفية، يأتي ضمن مخططات المليشيا في الحرب النفسية التي تهدف من خلالها إلى خلخلة الصفوف بين جماعة السلفيين التي لها باع طويل في مواجهتها وردعها بدءًا بمواجهات حصار دماج في بداية الحرب، وتجريعها الهزائم على يد أبطال العمالقة في شبوة وصولًا إلى مارب.

ذات صلة