مافيا الغاز.. الفساد الوقح!
12:33 2023/01/09
لم تطب نفس شلل مافيا الغاز أن ترى المواطن خلال الفترة الماضية يستطيع أن يملأ أسطوانته مباشرة من المحطات وبالمبلغ الذي يريده والذي يتناسب مع حالته المادية دون الحاجة إلى الذهاب للعاقل الذي يمارس هوايته في إهانة المواطن بل ويتقن فنون الإذلال والتعامل الوقح معه وكأنه يتم عمل دورات في قلة الأدب لبعض هؤلاء العقال، بل ويتم اختيارهم حسب معيار اجادتهم لسوء التعامل مع المواطنين، وكذلك نجد بعضهم يتسبب في اضاعة أسطوانات المواطنين أو يتلاعب بنصيبهم في حصة الغاز والتي يقال إن كثيرا منها يجد طريقة إلى السوق السوداء ليباع بأسعار مرتفعة جدا.
ولم يعجب شلل مافيا الغاز أن ترى مندوبيها في السوق السوداء يعيشون حالة من الكساد، لذلك وجه هذا اللوبي خلال هذا الأسبوع بمنع المواطنين من تعبئة أسطواناتهم من المحطات حتى تنتعش استثماراتهم في السوق السوداء، علما أن فارق السعر بين المحطات والسوق السوداء لكمية 20 لترا تصل إلى 2500 ريال حيث تباع الأسطوانة اليوم في السوق السوداء بسعر يتراوح ما بين 8500 ريال إلى 9000 ريال.
وبعد هذا الفساد الوقح المرتكب جهارا نهارا بحق المواطن الكادح وأمام أجهزة هذه السلطة، يقول المسؤولون للناس أين دليلكم على الفساد؟
بالله هل تريدون دليلا على فساد وقح وواضح مثل هذا ويحدث باستمرار طوال السنوات الماضية وأنتم على علم بهذا، فأين آثار هذه الهدنة الملعونة على حياة المواطن؟
لماذا تتلذذ هذه السلطة ومافيات الفساد بإهانة وتعذيب المواطن اليمني؟
أعتقد لأنها أصبحت متأكدة بأن المواطن صامت وساكت على فسادها وراض وقابل وراضخ لظلمها وأنه لن يتكلم أحد أو يعترض أحد على تصرفات شلل الفساد والظلم.
إذن نحن نستحق ونستاهل كل ما يحدث لنا من هذه المافيات والقادم أعظم.
**
في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي كان رجل الدين يصيح عبر ميكرفون الجامع المجاور لمسكني ويقول: كل من سيخرج للتظاهر بحجة الجوع والفقر وصرف المرتبات هو منافق وعميل وخائن ومن أدوات العدوان القذرة، وإذا لم تضرب الدولة بيد من حديد بحق هؤلاء المرتزقة فسنخرج نحن لنضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بتضحياتنا طوال السنوات الماضية.
واليوم نفس هذا الرجل وعبر نفس الميكروفون يحشد الناس ويحرضهم على الخروج يوم الجمعة القادم ويقول: لا بد أن نخرج بالملايين لنرفض الجوع والفقر ونطالب بصرف المرتبات. وأردف قائلا: الخروج لهذه المظاهرة واجب وبراءة أمام الله تعالى، وكل من يتخاذل عن الخروج فهو منافق ويقف مع الحصار والعدوان تجاه شعبنا الكريم.
هل عرفتم ما هو الفرق بين المشهدين؟
