السلالي "مجرم بالطبع"!

01:23 2022/12/21

تنعكس تصورات البشر على أفعالهم، وتاتي تصوراتهم كنتيجة لفلسفتهم في التعامل مع الحياة وفقا لثقافاتهم المنبثقة غالباً عن الدين في المجتمعات الإسلامية.
 
وحين يقيّم الانسان أفعال الآخرين المتصفة بالديمومة بعيدا عن جذورها فإنه يعيش في أوهام الانتظار للتغيير في طبائعهم.
ولعل الكثير من الناس يتصور أن أخطاء البشر يغلب عليها الطروء لكن الحقيقة أن الطبيعة البشرية في كل إنسان تتخذ مسارا يعبر عنه ثم تأتي الحالات الطارئة كشواذ في مسيرته التي تتسم إجمالا بالخير أو الشر، وكذلك هي الدول والجماعات.
 
لقد نشأت الجماعة الحوثية في بيئة الأسر السلالية وفي ظل الأفكار الإمامية، وتغذت من منهجها الفكري، واعتمدت لها رموزا تعدّهم لها أسوة وتعتبر تاريخهم ملهما لمسارها.
 
وحين أن الأفكار الإمامية يغلب عليها الطابع العنصري الكفيل بتوليد الإجرام كانت الشخصيات الملهمة للإماميين التابعين نماذج في الإجرام بشهادات أبناء السلالة وكذا المنصفين وحينها انتجت تلكم الخلطة مزيجا من الأفكار الإجرامية وتولى القيام بها تلامذة الإجرام من الأسر السلالية الغازية.
 
إن مناقشة طبيعة الإجرام السلالي يجب أن ترتبط بجذور الفكرة الإمامية وحينها تزول الغرابة إذ لا يُتوقع من عنصري يؤمن بالكهانة أن يتعامل مع أبناء المجتمع الذي يحتضنه معاملة سوية، وتلك نتيجة طبيعية لأحقاد تكدست في أفئدتهم منذ الثورة السبتمبرية إلى اليوم.
 
لقد كانت نظرة السلالييين إلى اليمنيين على أنهم مغتصبون حقهم في السلطة والثروة والمكانة الاجتماعية وما عداها من المميزات التي كانت لبني السلالة قبل الثورة السبتمبرية، ولا شك أن ذلك من دواعي تكتيم الأحقاد في انتظار اليوم الذي تعود السلطة للكهانة ليتم الثأر الغاشم من اليمنيين الذين تنفسوا الصعدا منذ ستين عاما.
 
إن التعامل مع العنصريين الغزاة يجب أن يكون وفقا لحقيقتهم لا وفقا لما نرجوه منهم كون العدوان الهادوي على اليمنيين لدى السلالة عقيدة ودينا، وتطبيق الكهنة الجدد لتلك العقيدة يعدونه واجبا شرعيا يستحق تاركوه المساءلة والعقاب، وهنا تتجلى قدسية نضالات الأحرار قديما وحديثا ممثلين اليوم في القوات المسلحة اليمنية بكافة تشكيلاتها كونها تمثل المسار الصحيح في التعامل مع عدو لا يرى في اليمن إلا مكانا لصناعة الرفاهية له ولسلالته على حساب حقوق اليمنيين ودمائهم وكرامتهم.
 
- صحيفة ٢٦ سبتمبر