مقلب "العرس الجماعي" الحوثي بصنعاء !

  • صنعاء، الساحل الغربي، مجيد الحميري :
  • 10:20 2022/11/05

هيئة الزكاة الحوثية تنظم عرس جماعي استعراضي.. وناشطون يعلقون: مشاريعها خواء وغسيل للأموال
 
اقامت مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران عرسا جماعيا استعراضيا أسمته العرس الثالث الأكبر بصنعاء زعمت خلاله زفاف 10 آلاف و44 عريسا وعروسا على نفقة الهيئة العامة للزكاة التابعة لها في الوقت الذي يعاني السكان في مناطقها من الجوع والفاقة والفقر في حالة إنسانية هي الأسوأ على مستوى العالم.
 
وقال القيادي الحوثي علي السقاف وكيل الهيئة العامة للزكاة رئيس مشروع العرس الجماعي بحسب تصريح نقلته وكالة سبأ بنسختها الحوثية، أن مشروع العرس الجماعي واحد من 17 مشروعا أطلقتها الهيئة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف (...) تجاوزت تكلفتها 10 مليارات و350 مليون ريال.
 
ولكن مصادر محلية أكدت ان ميليشيات الحوثي لم تسلم مبلغ الإعانة المالية (400 ألف ريال) الذي وعدت بمنحه لكل مشارك في استعراض الزفاف الجماعي الذي اقامته خلال اليومين في ‎صنعاء.
 
 
أعراس في زمن الجوع
 
وتقيم مليشيا إيران الحوثية مشاريع الاعراس الجماعية وتصرف مليارات الريالات عليها والسكان يواجهون يكافحون من اجل البقاء على قيد الحياة بعد ان وصل الجوع  إلى أعلى مستوياته في اليمن منذ عام 2015 وأكثر من 25,5 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر أي ما نسبته 85% من مجموع السكان الذي يتجاوز عددهم الـ30 مليون نسمة بحسب احدث تقارير الأمم المتحدة.
 
وتزامنت ترتيبات الحوثيون بـ اقامة العرس الجماعي بمراحله الثلاث واحتفاءهم بها كأنجاز حملة ترويج الكترونية واعلامية دعائية مكثفة الا ان موجه استياء عارمة وانتقادات لاذعة من قبل المواطنين وكل فئات المجتمع اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي التي اعتبرت هذا المشروع ليست سواء عملية غسيل لأموال الزكاة الطائلة التي تنهبها قيادات المليشيا ومحاولة للهروب من الوضع المعيشي المتردي للسكان ورفضها صرف المرتبات وتوفير الخدمات الاساسية الضرورية المنعدمة كليا منذ انقلاب الجماعة.
 
تبريرات حوثية سخيفه
 
وحاولت قيادات وناشطون حوثيون الدفاع عن صوابية مشروع الاعراس الجماعية الذي تبنته هيئة الزكاة الحوثية والذي كان اغلبهم العرسان من ابناء صرعاها بان المشروع جاء من باب حرصها على تيسير الزواج وتعزيز التكافل الاجتماعي لتخفيف الأعباء والتكاليف الباهظة التي تتطلبها الأعراس ومواجهة الحرب الناعمة لتحصين الشباب والشابات من استهداف الاعداء عفتهم - حد زعمهم - وهو ما اثار سخرية واسعة وما اعتبره مراقبون تبريرات سخيفه واقرار على الانحراف الإخلاقي الذي تعانية قيادات ومنتسبي الجماعة من اسفل هرمها الى اعلى قمته وهو مايعكسه ممارساتها وقيودها على ارض الواقع بحق النساء وطلاب وطالبات جامعة صنعاء بدء من اجراءات "نادي الخريجين" وثم منع المقاعد المتقابلة في باصات الركاب وصولا الى منع المرأة من السفر بدون محرم.
 
زيادة الانجاب او غسيل اموال 
 
وفي السياق، دعا مسؤول سابق، قيادة سلطة الأمر الواقع الحوثية الى توعية المواطنين بايقاف الانجاب - في ظل اتساع رقعة الفقر والعوز والفاقة والمعاناة التي تتفاقم أكثر كل عام منذ بدء الحرب مع تضاعف متطلبات الحياة لمواجهة أعبائها الباهظة.
 
وكتب وكيل وزارة سابق، توفيق عبدالحافظ العامري منشور طويل على "فيسبوك" شرح خلاله موقف قام به ومساعدته لأحد جيرانه الذي لم يكن يملك المال واسعافه مع الزوج زوجة جاره لأحد المستشفيات والذي تمكنت من انجاب طفلة وتكفله بكافة التكاليف اقتبسنا منه مايلي،" اخذناها  للمستشفى تم استدعاء الدكتوره تم سداد كامل التكاليف الحمد لله ولدت طفله جميله بعدها قلت للجار يا اخي معك ٦ وهذي السابعه ممكن الان تعمل لزوجتك حل بايقاف الانجاب، واذا به يمتعض ويقول لو علي الزلط الي دفعتها اعتبرها دين بذمتي واما اني اخالف ارادة الله والله لن يكون تدي ٢٠ ورزقهم على الله".
 
ويضيف:" تركته ولم ارد عليه صعب اشرح له المفترض هذا واجب الدولة التوعية انما باعتقادي الدولة بنفسها الان تشجع علي الانجاب والا بدل تزويج ١٠ الف شخص كانت توفر ١٠ الف فرصه عمل لهؤلاء ال ١٠الف وبعدها من عملهم ودخلهم يتزوجون انما هم اعلم منا فنحن لانعرف مايعرفون حسبنا الله ونعم الوكيل".
 
وغرد الصحفي وليد العمري على حسابه بموقع "تويتر": الحوثيون لايرون البنية التحتية المنهارة والخدمات المنعدمة في مناطقهم ولكنهم مهتمون بالبنية التحتية للشباب بهدف زيادة الانجاب لانتاج جيل ناشئ يسهل تلقينه المناهج الطائفية لصناعة جيش عقائدي من المقاتلين لتحقيق اهدافهم القذرة الذي سيشكل خطرا ليس على اليمن فحسب بل على الخليج ككل".
 
ويسأل الكاتب عبدالكريم الشيباني: "مايقارب 6 مليار ريال تكاليف العرس الجماعي الذي ترعاه هيئة الزكاة، ماذا لو تم أستغلال هذا المبلغ وغيره لبناء مشاريع عملاقة تستوعب الشباب العاطل عن العمل وبالتالي تخلق حركةً تنموية في البلد وتعزز الإقتصاد الوطني المنهار ؟ لماذا هيئة الزكاة مركزة على موضوع الزواج والتناسل ومقفلة في الجوانب الأهم ؟!
 
وعلق الناشط احمد العشاري بمنشور له: "في شوارع صنعاء مايزيد عن 30 الف امرأة عزيزة متسولة هي أحق بلقمة العيش من الزواج الجماعي ياهيئة الزكاة؛ هي الأحق مصرفا وشرعا وقانونا وأخلاقيا وإنسانيا".
 
الناشط زيد الحماطي غرد ساخطاً بهذا الشأن:" من مقاصد الزكاة في الإسلام اشباع البطون لا اشباع الفروج".
 
اما رداد سعيد قاسم فكتب سلسة تغريدات عن موضوع الزكاة قال فيها: "ولو أن هيئة الزكاة -مثلاً- كانت قد صرفت بعض رواتب المعلمين -فقط- كأحد صنوف العاملين عليها المنصوص عليهم فى الآية الكريمة لكانت حققت بعض مقاصد الزكاة بالحد من الفقر والفقراء لا أن تسعى جاهدة لإنتاج المزيد من الفقر والفقراء بأفعالها (العملاقة)".
 
وتابع:"ببساطه.. لو كانت هيئة الزكاة تمتلك مشروعاً حقيقياً لمساعدة الفقراء بتوفير فرص عمل لهم وإطعامهم لما احتاجت لكل هذه البروباجندا الإعلامية التى تحاول من خلالها إظهار مشاريعها الخواء كإنجازات عملاقة لامثيل لها !
ولتركت تلك المشاريع تتحدث عن نفسها بنفسها".
 
واعتبر رداد سعيد قاسم في تغريدة أخرى:"مشاريع الزكاة (العملاقة) التى تتحفنا بها هيئة الزكاة كل فترة ليست سوى عملية غسيل أموال كبرىٰ، وهروب من المسآئلة".
 
وهو ما اتفق معه رأي الكاتب عبدالله الشريف بمنشور له على حسابه بموقع "فيسبوك" قائلا:"هذه الزواجات ترف في وجود الفقر، من منكم لم يستطع الباءة فليصم (حديث شريف).. الزواجات الجماعية غسيل لاموال الزكاة".

ذات صلة