رسالة مُحب لتعز العز

10:35 2022/06/21

ما زلتم يا أبناء تعز تخوضون معارك جانبية وصراعات غبية تمولها وتقودها أيادٍ آثمة خبيثة وطابور خامس، فلا خلافاتكم خدمت قضيتكم ولا أنهت معاناتكم أو أنهت حصاركم أو حررتكم، ولن تشفي غليل أحقادكم تجاه أنفسكم ولا نبشكم للماضي وتمترسكم تجاه مواقفكم سوف يعيد لنا وطناً.
 
يدرك أعداء اليمن أن تعز هي جوهر القضية ومركز معاناة الشعب اليمني بأكمله، ومنطلق تحرير اليمن، وبوابته شمالاً والجنوب، ولذلك يعملون على إذكاء الصراعات وخلخلة الصفوف وزرع الفتن وجعل تعز غير آمنة أو مستقرة.
 
تحركنا مطالبين بفتح معابر تعز من حصار ظالم وقاهر من العدو والمجرم الحوثيراني فتحركت أدوات الهدم في نفس اللحظة لإشغالنا عن ذلك بأنفسنا والتحول بعقولنا وبنادقنا تجاه بعضنا، وللقبول بذلك الحصار كأمر واقع وتحصيل حاصل.
 
يا أبناء تعز النبلاء، ويا منبت الثقافة والحضارة والتاريخ:
 
ما زلتم مشدودين للماضي بكل قبحه ومآسيه، وهو طريق دائم لخلاف لا ينتهي وتجاذبات لا تتوقف ومدعاة للانقسام وللتشظي فيما بينكم.
فمن منا لم يخطئ، ومن منا بلا خطيئة سواءً كنا أفراداً أو أحزاباً أو نخباً أو مسؤولين؟
 
ولا أستطيع أن أستوعب مقدار الحقد تجاه بعضكم، وكيف يصل بكم كل ذلك الغضب والحنق إلى استنزاف كل قدراتكم وطاقاتكم وغضبكم لتصبوه فيما بينكم، بينما أعداؤكم يحلقون عليكم كالنسور منتظرين لحظات إنهاككم لينقضوا عليكم، وهم للأسف محيطون بتعز من كل جانب.
 
متى تدركون أن يجب ترحيل خلافاتكم، وتأجيل كل نقاش حولها، وأن تعملوا على القواسم المشتركة والمتفق عليها باعتبار الحوثيراني هو العدو الأول والأوحد والأخطر والأخبث وأن خلافاتنا قابلة للحل، وأن خلافنا مع الحوثي ليس له حل.
وأن نعمل جميعاً لتحرير تعز واستعادة صنعاء.
 
يا أبناء تعز القوة والعزة:
متى تتوقفون عن نكء جراحكم ونبش ماضيكم بما فيه من وجع وألم وتوقفون نزيف حبر أقلامكم تجاه بعضكم وتصوبونها خارج حدود تعز.
 
إن خلافاتكم هي من تطيل معاناتكم، وتضعف قدراتكم على مواجهة عدوكم الحقيقي، وإن بقاءكم أسيري تلك الصراعات هو من يقوي عدوكم ويجعل من مواجهته خسارة دائمة وهزائم تتكرر عند أصغر مواجهة رغم ضعفه وقلة عدده،  وخلافاتكم هي من تجعله يتمترس بقوة خلف ألغامه وقناصاته ليستمر حصار تعز إلى ما لا نهاية، فهو يدرك ويعلم خطر صحوتكم أو تحرركم تجاهه إن اتفقتم وأن كل ألغامه وقناصته لن يكونوا عائقا يوما واحدا إن كانت تعز على قلب رجل واحد.
 
اخوتي رجال تعز ونسائها:
آن لكم أن تغيروا مسار تفكيركم وأن توحدوا أقلامكم وبنادقكم وأن تضعوا حداً لكل نقاط ضعفكم.
 
آن لكم أن تصوبوا بنادقكم تجاه عدونا وعدوكم وأن تتوحد قواكم وطاقاتكم وجهودكم خلف قيادة وجيش ليستطيع تنفيذ مهامه وظهره في مأمن من أي طعنة غادرة وأن تكون جبهته الداخلية متحدة ومساندة له.
 
كما على قيادة تعز أن تحشد الطاقات وتوحد الصفوف وتسعى إلى ضبط الاختلالات الأمنية والضرب بيد من حديد وسرعة إعادة الأمن والاستقرار وسلطة القانون ومحاسبة المسؤولين عن كل ذلك مهما كانت مناصبهم مع سد ثغرات الفساد وإيقاف المفسدين وتحويل ملفاتهم لجهة الاختصاص، وفضح كل من يضعف الأمن أو يفسد في تعز على العالمين.
 
يا رجال تعز العظماء والكرماء، ويا اكليلاتها وحرائرها:
 
عدوكم يرفض فتح المعابر، ينصب لكم المشانق، ويحفر لكم المقابر، ويتوعدكم بالموت في كل ساع وحين إن فكرتم بالتحرر باستخدام المعابر.
 
أقولها من قلب صادق ومحب ومحروق:
ادركوا مسؤوليتكم تجاه أنفسكم وتجاه كل اليمن.
واتحدوا واتفقوا وكونوا على كلمة سواءً، فلن تتحرر اليمن إلا بكم.
 
أخوكم الصادق المحب
عميد ركن محمد عبدالله الكميم