فرصة ليست لإنهاء الانقلاب فحسب

10:08 2022/04/23

على مدى سنوات عاشت المناطق المحررة/الشرعية مرحلة خلافات وشتات وصراع في خضم تجربة فاشلة في الاستحواذ وفرض أجندات بالقوة، فكانت نتيجة ذلك عكسية على القضية الوطنية وآمال وتطلعات اليمنيين، لكن الوضع تغير اليوم.
 
نقطة تحول سياسية في مسار الحرب ضد الحوثيين، عنوانها توافق جميع القوى في المناطق المحررة على طي صفحة الماضي المؤلمة والتشارك في السلطة عبر مجلس قيادة رئاسي نقلت إليه السلطة وبدأ رئيسه ونوابه السبعة عقد جلساتهم بمدينة عدن في خطوة غير مسبوقة تم إنجازها وباركها الجميع. 
 
يمتلك المجلس الرئاسي في جعبته عناصر قوة يجدر به استغلالها أبرزها التكافؤ النسبي بين القوى الممثلة فيه والتزام مجلس التعاون الخليجي بالمساندة والدعم سياسيا واقتصاديا وحتى عسكرياً من قبل السعودية والإمارات لاستخدامها إن اقتضت الحاجة، والتأييد الدولي منقطع النظير، يضاف إليها استمرارية تنفيذ جميع مخرجات المشاورات اليمنية وفق خطتها المزمنة والتزام الخطاب الإعلامي المحفز على وحدة الصف وواحدية العدو.
 
وبالتالي فالفرصة مواتية أولاً لإنهاء الانقلاب الحوثي سلماً بمد يد السلام للدخول في مفاوضات شاملة لتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام في اليمن، وفي حال قوبلت هذه الجهود بتعنت حوثي متوقع فإن عوامل النصر العسكري هذه المرة تقف جميعها في صف المجلس الرئاسي وقواه الوطنية، ولن تستمر الحرب طويلا حتى يجتمع المجلس في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء.
 
وهناك نخب سياسية وإعلامية مؤازرة للحوثيين استوعبت ما وراء المستجدات والتطورات المتسارعة فأطلقت مؤخراً حزمة تحذيرات لقيادتهم المتعنتة بالسير في طريق السلام حاملة المكاسب العسكرية التي جنتها العامين الماضيين في الجوف والبيضاء ومأرب لكي لا تجد نفسها مرغمة على رفع الراية البيضاء في ميدان التحرير بصنعاء. 
 
ليس ذلك فحسب، إن تمكن المجلس من الوفاء بتعهداته المعلنة بتحسين الأداء الحكومي والحد من الفساد المستشري وتوفير الخدمات الأساسية واستدامتها وإنعاش الوضع الاقتصادي وبسط الأمن والاستقرار، وكلها في المتناول إن وجدت الإرادة وتكاتف الجميع، فستكون أساساً متيناً يمكن البناء عليه لإقامة دولة النظام والقانون المنشودة ليس في المناطق المحررة فقط.