اندبندنت: ماذا يجري في حرض اليمنية؟

  • توفيق علي | independentarabia
  • 04:32 2022/02/24

منذ عشرة أيام، ترددت أنباء عن سيطرة الجيش اليمني على معظم مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة (أقصى الشمال)، إلا أن تراجعاً ميدانياً قد طرأ في وسط المدينة، وأشعل في أطرافها معارك كر وفر لا تعرف الهدوء بالتزامن مع تعزيزات حوثية كبيرة قدمت إلى تخوم المدينة الاستراتيجية.
 
وفيما كان من المتوقع إعلان قوات "ألوية اليمن السعيد" إحكام قبضتها على مدينة حرض بعد أن نجحت على مدى الأيام الماضية في السيطرة على المناطق والمرتفعات المحيطة بها، إلا أن استماتة حوثية عززتها إمدادات بشرية قدمت إلى أطراف المدينة، تمكنت من كبح تقدم القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن. 
 
هذه الحال تعزز فرضية تكرر سيناريو الكر والفر الشبيه بما جرى في عدد من جبهات القتال في وسط اليمن من دون إنجاز تفوق طرف على آخر، في ظل أنباء تتحدث عن تراجع القوات الحكومية إلى مواقعها السابقة (مواقع ما قبل العملية العسكرية الأخيرة التي أطلقتها قبل أسبوعين).
وتنتهج القوات المنضوية تحت الشرعية في اليمن سياسة تكتيك عسكرية، اتسمت بتقدمها في مناطق والانسحاب من أخرى، وفقاً لما تمليه ظروف العمليات والاستراتيجية التي تتبناها في إدارة المعارك. وبين حين وآخر، تتردد الأنباء عن انتكاستها في مناطق مثل الساحل الغربي نهاية العام الماضي، لكنها ما لبثت أن عادت مرة أخرى إلى الحملة على الحوثيين، متسببة لهم بخسائر كبيرة بدعم من التحالف العربي.
 
اقتحام جبهة الحوثي المتقدمة
 
يقول المحلل العسكري اليمني عبد العزيز الهداشي إن إصرار الجيش اليمني على اقتحام مدينة حرض كان خطأ استراتيجياً سهّل على الحوثيين استعادة زمام المبادرة بعد أن تلقوا هزائم متتالية في مداخلها والمرتفعات المحيطة بها. 
 
وأضاف "كان يفترض محاصرة حرض والاتجاه جنوباً نحو مواقع أخرى تشتت إمدادات الحوثي وتضعف قدراته، إلا أن الإصرار على اقتحام المدينة كان الفرصة التي أنقذت الميليشيات كونها جبهة متقدمة للحوثي لن يتنازل عنها بسهولة"، في وقت تراهن أطراف من الشرعية اليمنية على أن تهدد معارك الشمال الميليشيات في عقر دارها.
 
 

ذات صلة