شيء من تقرير فريق الخبراء 2022.. مصادر أسلحة الحوثيين

07:35 2022/01/29

تقرير فريق الخبراء المعني باليمن التابع للجنة مجلس الأمن الدولي، والذي قدم نسخة منه لرئيسة وأعضاء المجلس يوم 25 يناير 2022، ليس فيه جديد هذه المرة سوى إشاراته إلى مصادر جديدة تحصل منها الجماعة الحوثية على الأسلحة والمعدات الحربية، وسجل الفريق في الفقرة السابعة والخمسين بتقريره العبارة التالية: يستطيع الحوثيون الحصول -بسهولة- على المعدات التي تصنع بها المسيرات والصواريخ.. فما دلالة هذه الكلمة (بسهولة)؟
 
السهولة لا تشمل المصادر والتمويل، بل أيضاً وصول الأسلحة والمعدات العسكرية إلى أيادي الحوثيين، وقد عبر الفريق عن دهشته، وقال إنه على الرغم من أن المعابر مع سلطنة عمان تخضع لسيطرة حكومة اليمن، فثمة أدلة على أن مكونات منظومات الأسلحة الحوثية، وغيرها من المعدات العسكرية لا يزال أفراد وكيانات موجودون في عمان يمدون بها قوات الحوثيين عن طريق البر.. وهذا يعني أنها تدخل عبر ميناء شحن البري إلى المهرة وحضرموت ثم يتم تأمين وصولها إلى مناطق سيطرة الحوثيين في الجوف أو مأرب.. والسؤال الكبير هو من يؤمن مرورها من عمان إلى أن تصل إلى أيادي الجماعة الحوثية؟
 
على أن الحكومة اليمنية لا تحتكر السيطرة على المعابر البرية، بل أيضاً على المياه الإقليمية للبحر العربي، ومع ذلك تصل شحنات الأسلحة المهربة للحوثيين من شرق بحر العرب إلى الحديدة في الغرب على الرغم من وجود قوات بحرية وشرطة خفر سواحل يمنية، وقد ترك الأمر للسفن البحرية الأميركية والبريطانية التي تضبط سفن تهريب الشحنات بالمصادفة.
 
ذكر فريق الخبراء في الفقرات 67، 69، 70، بتقريره أسلحة ومعدات عسكرية وصلت إلى الجماعة الحوثية، وقال إنه ما يزال يحقق في تسلسل سبعة أجهزة تصويب حرارية طراز(...) ضبطت في شهر يونيو2021 عند معبر شحن الحدودي، وهذه الأجهزة من صنع شركة رايان رشد افزار، وهو مشروع صيني إيراني مشترك.. بينما قد حقق في تسلسل عهدة جهاز نقل ضغط أصلي من نوع(...) صنع ألماني، وهذا الجهاز كان جزءا من قذيف انسيابية من نوع (القدس) استخدمت في الهجوم على ميناء جدة في شهر نوفمبر 2020، كما وثق فريق الخبراء أجهزة نقل ضغط مماثلة كانت أجزاء من قذائف سابقة، وتم تتبع إثرها إلى جمهورية إيران الإسلامية وتركيا.. هذا الجهاز اشترته شركة تجارية في عمان، واستوردته عبر الصين في شهر يوليو 2020، أي قبل أربعة أشهر من الهجوم على ميناء جدة.. الجهاز اشترته شركة عمانية نيابة عن شخص (يفيد أنه يمثل شركة تجارية في اليمن).
 
وفي الفقرة رقم سبعين أكد الفريق أنه حقق في تسلسل عهد ستة محركات خارجية لقوارب من طراز(...) من صنع شركة يا ماها في اليابان. وقد عثر عليها بين حطام ثلاثة أجهزة متفجرة يدوية الصنع منقولة بالماء (قوارب مفخخة)، استخدمت في الهجوم على ميناء جدة في 14 ديسمبر 2020، وتبين للفريق أن هذه الأجهزة تم تصديرها إلى شركة داوود للتجارة -وكيل شركة ياماها في اليمن- في شهر مارس 2020 عن طريق شركة تجارية أخرى في عمان.. وبالجملة يتكرر ذكر شركات ومكونات وأفراد يعملون من داخل سلطنة عمان لتزويد الجماعة الحوثية بالأسلحة والمعدات الحربية، وهذا يتعارض مع الصورة التي ترسم لعمان في أذهان الناس، بوصفها دولة محايدة أمام النزاع المسلح في اليمن.