حوار - وزير الخارجية بن مبارك عن استهداف أبو ظبي وتهديد الملاحة في البحر الأحمر: ما هي الخطوات التالية؟

  • متابعة :
  • 11:28 2022/01/21

على المجتمع الدولي، اتخاذ قرار تصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية إليها، وإرسال رسائل واضحة أنه لن يسمح لمجموعة مارقة كمليشيا الحوثي بالتلاعب بأمن المنطقة.
 
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بأن مليشيا الحوثي الإيرانية باتت تشكل خطراً كبيراً على العالم، ويجب أن تواجه عواقب وخيمة نتيجة أفعالها ضد الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وذلك عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف أعياناً مدنية في العاصمة أبوظبي.
 
وأفاد أن الهجمات الأخيرة تقدم أدلة واضحة وقاطعة، بالإضافة إلى جميع الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بشكل يومي ضد الشعب اليمني، على أنها مليشيا إرهابية لا تفهم لغة الحوار والسلام، مشيرا إلى أن التصريحات ليست كافية لمنع مليشيا الحوثي من شن هجمات في المستقبل.
 
وفي حوار نشرته صحيفة The National الإماراتية الناطقة بالإنجليزية ، الأربعاء، طالب الوزير بن مبارك المجتمع الدولي بالتحرك الفعال، لوقف إرهاب مليشيا الحوثي.. مشيراً إلى أن العالم كله، باستثناء نظام طهران وأدواته، أصبح مدركاً تماماً لخطر مليشيا الحوثي والأفكار والأيديولوجيات المتطرفة التي تمثلها وأن خطرها ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم.
وقال وزير الخارجية "بدلاً من ذلك، يجب إرسال رسائل واضحة مفادها أن المجتمع الدولي لن يسمح لمجموعة مارقة كمليشيا الحوثي بالتلاعب بأمن المنطقة، وأنها لن تفلت من العقاب على هذه الجرائم".
 
وأضاف "على المجتمع الدولي أن يتخذ قراراً بتصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية، ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية إليها، والعمل على دعم الحكومة اليمنية والجيش الوطني في مواجهتهما، وتخليص الشعب اليمني من بلاء مليشيا الحوثي".
 
وأوضح بن مبارك أن تصرفات المليشيا تشكل خطرا جسيما على مصادر الطاقة العالمية وخطوط الشحن الدولية وبأن على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات في هذا الصدد.
 
وتطرق اللقاء إلى قضايا ومواضيع عدة، "الساحل الغربي" ينشر نص الحوار:
 
كيف تظهر الهجمات على أبو ظبي حقيقة الحوثيين؟
 
قدمت هذه الهجمات دليلاً واضحاً وقطعياً، يضاف الى كل الجرائم التي تقترفها المليشيا الحوثية يومياً بحق الشعب اليمني، بكونها مليشيا إرهابية، لا تفقه لغة الحوار والسلام، وأنها مجرد أداة لزعزعة امن واستقرار المنطقة، كما أنها عكست حالة الارتباك والتخبط جراء الهزائم المتتالية التي تتلقاها في مختلف الجبهات.
ما هي الردود الحازمة التي يجب اتخاذها لمنع الحوثيين من مهاجمة الدول المجاورة.. بصرف النظر عن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟
 
إذا لم تكن الهجمات العابرة للحدود، واستهداف المنشآت المدنية بالصواريخ والطائرات المسيرة، وزراعة الألغام، وتدمير البنية التحتية، ومحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة، وتدمير حاضر شعب بأكمله، إرهاباً فما هو الإرهاب إذن؟!.. لقد عبرّت بيانات الإدانة الدولية إزاء الهجمات الإرهابية، على الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات العربية المتحدة، عن رفض المجتمع الدولي واستنكاره لهذه الجرائم، ودعمه لأمن المنطقة واستقرارها، إلا أن مجرد إصدار البيانات لا يكفي للتعامل مع هذه المليشيا وكبح جماحها وعدوانها وإرهابها العابر للحدود، بل يجب إرسال رسائل واضحة، أن المجتمع الدولي لن يسمح لجماعة مارقة أن تعبث بأمن المنطقة، وأنها لن تنجو من العقاب على هذه الجرائم.
 
 
 
ماذا تعتقد الحكومة اليمنية أن الرد يجب أن يكون على الهجمات وما هي الخطوات التالية؟
 
بجب أن تعي المليشيا الحوثية أن المجتمع الدولي لن يقبل استمرار انتهاكاتها بحق الشعب اليمني، وتهديدها للأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك عبر اتخاذ قرار بتصنيفها كجماعة إرهابية، ومنع تدفق السلاح الإيراني إليها، والعمل على دعم الحكومة اليمنية والجيش الوطني في مواجهتها، وتخليص الشعب اليمني من ويلاتها.
هل شعر العالم بالرضا عن التهديد الذي يشكله الحوثيون وهل سيؤدي هذا إلى زعزعة العمل؟ هل سيستيقظ العالم ويأخذ الأمر على محمل الجد؟
 
أصبح العالم اجمع، باستثناء النظام في طهران وأدواته، يعي تماماً خطورة هذه المليشيا وما تمثله من أفكار وأيدولوجيا متطرفة، خطرها ليس على اليمن فحسب وإنما على الإقليم والعالم، ولنا أن نتصور كيف كان سيكون عليه الوضع لولم يتدخل التحالف العربي لمساندة الحكومة الشرعية، في ظل وجود مليشيا شعارها الموت، يتدفق إليها كل أنواع السلاح من النظام الإيراني.. إن العالم اليوم أمام تحد حقيقي، يهدف الى العبث بأمن المنطقة واستقرارها، ويشكل خطورة بالغة على مصادر الطاقة العالمية وخطوط الملاحة الدولية، ولا بد له من القيام بخطوات إزاء ذلك.
 
كيف يملأ الحوثيون صفوفهم بعد خسائر فادحة في الأشهر الأخيرة في ساحة المعركة؟ هل يعتمدون على تجنيد الأطفال؟
 
تلجأ المليشيا الحوثية في ظل خسائرها الكبيرة وهزائمها المتتالية وفي مخالفة لكل القيم والقوانين الإنسانية، الى تجنيد الأطفال والزج بهم في معاركها العبثية، وهو ما كشفت عنه العديد من التقارير الحكومية اليمنية والتقارير الدولية، حيث يتم جلب الأطفال بالقوة من منازلهم وابتزاز عائلاتهم، وحرمانهم من الصحة والتعليم، ليتم تجنيدهم قسرياً، وتلقينهم الأفكار والايدولوجيا الطائفية، بالإضافة الى استغلالها للفقر وحرب التجويع لحشد المقاتلين مقابل تقديم بعض المعونات، كما تمارس التهديد والإرهاب ضد أبناء القبائل، عبر اعتقالهم أو تعريضهم للإخفاء القسري ونهب ممتلكاتهم، بغية إجبارهم على الانخراط في حروبها الدموية، وهو ما يمثل جرائم حرب ضد الإنسانية يجب تقديم مرتكبيها للعدالة.
هل محادثات السلام ما زالت ممكنة؟
 
رحبت الحكومة اليمنية بكل مبادرات السلام، وقدمت في سبيل ذلك العديد من التنازلات، إلا أن المليشيات الحوثية تُثبت يوماً بعد يوم، أنها ليست جديرةً بذلك، وأنها أبعد ما تكون عن مفردات السلام والتعايش والتنمية والمواطنة المتساوية، وأنها مجرد أداة طائفية مسلوبة القرار، تسعى لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة، عبر نشر الموت والدمار ولا شيء غير ذلك.
 

ذات صلة