من مارب وعنها.. المماحكات والمعركة

07:43 2021/11/18

مساء الخير يا مارب،
 
منذ وصولي مارب لا يخلو يوم من لقاء بقيادات، مشايخ، صحفيين، ناشطين..
 
أقسم بالله لا أعرف من هو الإصلاحي أو المؤتمري إلا من كنت أعرف الكل على أكتافهم بنادقهم، الكل حديثهم عن الجبهات، عن خطر الحوثي، عن توحيد الصفوف، عن معركة مصيرية.. لا شيء بحديثهم يوحي بانتمائهم الحزبي.
 
ربما توجد مماحكات حزبية وخلاف وجهات نظر، وهذه أمور طبيعة، أي محافظة حيوية غير مغلقة على طرف بعينه، وتضم في تركيبتها كافة الأطياف والتوجهات.. لكن الشيء الذي لا خلاف عليه هو الدفاع عن هذه المدينة، والموت دفاعا عنها ليس لانتمائهم لها، فالكثير من سكانها ومقاتليها ينتمون لمحافظات أخرى.
 
لا تجد في قواميس هذه المحافظة أي شعار من شعارات المناطقية، حتى كأنك ترى على طاولة مطعم واحدة اليمن الكبير بكل مناطقه وانتماءاته، ولهذا يقاتل الجميع للدفاع عنها. لهذا لا نبالغ حينما نقول مارب آخر قلاع اليمن الكبير وهويته وجمهورية وكرامته..
 
من بالداخل ومن بالجبهات هدف وقضية واحدة لا خلاف بينهم لأنهم يعلمون معنى أن التضحية بدمك وروحك في سبيل قضيتك، معنى مرابطتك المترس وسكنك الجبهة، معنى مغادرتك منزلك وبكتفك سلاحك، لا تدري هل تعود لأطفالك أم لا، معنى احترام تضحيات الآخرين وتعبهم ومعاناتهم والذين يتشاركون جميعهاً معهم.
 
وحده الخلاف يسكن مقاهي شوارع عواصم الشتات وغرف نوم سماسرة الأرض والعرض بأجنحة الفنادق، أما بالداخل، الجبهات مصير واحد يجمع قيادتها ومقاتليها قبر أو نصر.. المدن معاناة وجوع وقهر وظلم يجمع سكانها، لا شيء يختلفون عليه، لقد سلبهم الحوثي كل شيء، جميعنا سلبنا كل شيء.