مارب ليست حزباً وكيله العرادة

02:45 2021/10/29

[ في كلمة له أمام اجتماع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الخميس في مدينة المخا، قال العميد طارق إن معركة مارب الآن وحيدة وقد تنتقل المعركة غداً في الجنوب وفي الساحل وفي تعز. وتساءل: "طيب هل نحن جاهزون لهذه المعركة؟". داعيا إلى شراكات وطنية عابرة للفئويات لاستنقاذ المعركة الوطنية على قاعدة عريضة من المقاومة الحقيقية.]
 
حارب الذين حاربوا ويحاربون وهم يعلمون أنها غلاب وأنهم دون حقهم وأرضهم وعرضهم ومنازلهم وعيالهم.
 
لم يحارب مرادي أو عبيدي لينصر محسن وهادي، بل لينتصر لحقه ولأهله ولحرماته، فالحمى داعي الحمية. في النهاية مارب لم تعد فقط حمى الماربيين فهناك أزيد من مليوني يمني شرَّدهم الحوثي من مناطقهم ومحافظاتهم وآوتهم مارب.
 
دافع الماربيون الأقحاح كما لم يدافع غيرهم، ودفعوا الأعز والأشجع والجماجم الغالية وفلذات الأكباد. وهؤلاء قوم خُذلوا نعم وكثيراً ومريراً، ولكنهم لا يضرهم من خذلهم ولا يعطون الدنية وإن خُذلوا في بلادهم فليسوا من يخون بلادهم وأنفسهم.
 
مارب وقبائلها تجاوزت حسابات النصر والهزيمة بمسافات.
كم سنندب جبالاً وبلداتٍ ومفاوزَ... ليكن ما يكون.. لا نتفجع فإن الناس يسكبون ماء الحياة هناك ودون أمة من البشر واليمنيين يتزاحمون في مارب وهم وهي مختصر اليمن.
 
جنايات الأحزاب على المدن والمحافظات تتابعت وهي ليست إلا تحصيل حاصل لجناياتها على اليمن دولة ونظاماً ويمنيين. انهزمت وتنهزم كل هذه العصب والعصبيات والعصابات التي عبر على عوراتها الحوثي من دماج فعمران وصنعاء وأنت ماشي. من يعول عليها وعلى طواطم متحف السلطة؟
 
القبيلة ليست حزباً ولا تنظيماً ولا أيديولوجيا. كل هؤلاء تشاركوا الحكم زمناً طويلاً، كما تشاركوا الظلم للمجتمعات المحلية والقبائل العتيدة بما ومن فيها مارب والماربيون.
 
اليوم مارب الأخيرة هي الأولى وهي مختصر اليمن، واليمن لن تسقط وتذهب مع الريح.
 
تسقط الأكاذيب وتتمحص الحقائق الأخيرة. مارب ليست حزباً، والعرادة ليس مسؤولاً تنظيمياً أو وكيلاً لحزب، وقومه ربعه، وهم بقيتنا يقيناً وثقة، ولا نؤمل بل نجزم.. لن تسقط قلعة وعاصمة سبأ واليمن الأخير من اليمن شمالاً.
 
إنه لعار أن تناجز مارب مصيراً ومعركة مصير لليمن كله وكل اليمن يتفرج ويندب ويوزّع اللعنات جهة فلانين وفلتانين وعشرة في هامش متحفي لا ينتظر ولا يستمطر.
 
أيها الماربيون..
أنتم الناس وبقية الناس.
فدتكم الناس.