بَلِّلْ فَمي يا صُبْحَ أُكْتوبَرِ .. مِن رَشْحِ وَجْهِ الثّائرِ الحِمْيري

02:11 2021/10/11

بَلِّلْ فَمي يا صُبْحَ أُكْتوبَرِ
مِن رَشْحِ وَجْهِ الثّائرِ الحِمْيري
 
بَلِّلْ فَمي والحَرْفَ مِن جَبْهَةٍ
تَصَبَّبَتْ نَصْرًا نَديًّا ثَري
 
وخَلّدَتْ بالنّطْحِ خَتْمَ الشّقا
في قُلَّةِ “المَنْدوبِ” و”المِسْتَرِ”
 
مِن جَبْهةٍ سَمْراءَ، مِن قَطْرِها،
مِن قَطْرِ ذاكَ العارِضِ الأسْمَرِ
 
بَلَّلْ فَمي مِن ذلكَ الضّوءِ، مِن
زلالِهِ المَمْزُوجِ بالعَنْبَرِ
 
ومُدَّني بالطّيْشِ يا مَوْجُ في
يَوْمٍ تَصيرُ الشّمسُ مِن مِئزَري
 
يَومٍ مَحا الأيامَ مِن دَفْتَرِ الدُّنيا
وخَطَّ الدّهْرَ في دَفْتَري
*
 
أُكْتوبَرٌ يا مَوْلِدَ الفَجْرِ مِن
بارودَةِ الأحْرارِ و”المَعْبَرِ”
 
أُقْصُصْ على الأزمانِ ما فاضَ مِن
صنْدوقِكَ المَمْلوءِ بالجَوْهَرِ
 
ومِن “عَروسِ البحرِ” إذ أصْبَحتْ
عَروسَ كُلِّ الأرْضِ والأبْحُرِ
 
رأيتَ ماذا عندما رَتَّلتْ
“وَيْلٌ لمُحْتَلٍّ ومُسْتَكْبِرِ”؟
 
رأيتُ “رَدْفانًا” شُموسُ الضّحى
يَسْطَعْنْ مِن قامُوسِهِ الأغْبَرِ
 
وكانَ نِصْفُ الأرضِ في سَفْحِهِ
مُحَدِّقًا والنّصْفُ في “المُشْتري”
 
وقُلْتُ: يا أُمَّ الدَّياجي خُذي،
ويا مَواليدَ الضِّياءِ اثْأَري
 
وطَهّري سُجّادةَ المَاءِ مِن
“انْجلترا” باللؤلؤِ الأحْمَرِ
 
لا تَتْرُكي في الشّاطئ المُصْطفى
القَحْطانِ مِثْقالًا مِن المُنْكَرِ
*
 
أُكْتوبرٌ – والغَزْوُ في حَلْقِهِ
“رَدْفانُ” – ماذا قال للعَسْكَرِ؟
 
لا لَم يَقُلْ شَيْئًا، ولكنّهُ
أرادَ أنْ يَحكي ولَم يَقْدِرِ
 
في حَلْقِهِ “رَدْفانُ” في عَجْزِهِ
مُسْتَعْمِرٌ في عَجْزِ مُسْتَعْمِرِ
 
يَقُولُ ذا: يا ليْتَ أُمّي… وذا:
يا ليْتَني ما كُنتُ بالعَسْكَري
 
وللذّئابِ الحُمْرِ مِن لَحْمِهِ
صَيْدٌ، وللأسْماكِ صَيْدٌ طَري
*
 
فُوجِئتُ أنْ البَحْرَ في حِينِها
أنالَني قُرْصًا مِن السُّكَّرِ
 
وقال لي: عِيدٌ، ومَوْجاتُهُ
صَحائفٌ شِعْريَّةُ الأسْطُرِ
 
وبينَ لَحْنِ المَّدِّ والجَزْرِ ما
يَصِيحُ: يا كُلَّ الدُّنا كَبِّري