عبدالرحمن الغابري.. إرشيف اليمن

04:22 2021/10/02

بغض النظر عن حادثة إيقافه أو التعرض له، عبدالرحمن الغابري، أحد أهم الذين سنقيم لهم تماثيل مستقبلية بأهم شوارعنا ومدننا اليمنية، ليس لأنه مصور، كلا، فهو ليس كذلك، بل لأنه إرشيفنا الخاص وذاكرتنا الشعبية والوطنية والتاريخية، ذاكرة عنا وعن حياتنا وشكلنا وعاداتنا طيلة سنوات عقدية فائتة، عقود من الزمن بمجمل تفاصيلها ومضامينها، كنصف قرن من التدوين والتوثيق والأرشفة.
 
الغابري يملك من الصور ما لا يمكننا حصره، عن فترات لم يكن لنا فيها مصورون أو مؤرشفون، كيف لهذا أن يفوت من أحاديثنا وذكرياتنا؟
 
قال لي ذات يوم: ما زال بجعبتي الكثير والكثير من الصور والأحداث والملامح والذاكرة الخالدة، لكنها ما زالت تحتاج لبعض من الجهد والتحميض، وقليل من الزمن للإفصاح عنها. كأنه القدر الذي حفظ لنا وللأجيال إرشيف حياتنا وهويتنا وتاريخنا الضائع والمضيع.. إرشيف لا تملكه دولتنا بكل وزرائها ومؤسساتها وجغرافيتها..!
 
عبدالرحمن الغابري، ومنذ الستينيات يتجول بكاميرته وشغفه وشعوره اليمني النابض بروح من الوطن في كل أرجاء الوطن وأركانه وحدوده البعيدة، سياسيًا، واجتماعيًا، وثقافيًا، وفنيًا، وبكل المجالات، بقرابة المليوني صورة، عن نصف قرن من الحكايات والتجارب والأحداث اليمنية، هذا لا يحدث ولا يمكن صياغته أو إعادة سرده، لكنه إرشيف وطني يوازي في أهميته كل موروثات البلد وحكوماته المتعاقبة..
 
سلام عليه وعلى كاميرته وشغفه وعدسته التي حفظت عنا نصف قرن من الزمان.. 
 
كل الحب..