الوضع في مأرب كما شرحته لمجلس الأمن الناشطة اليمنية انتصار القاضي
- نيويورك، الساحل الغربي:
- 09:18 2021/09/10
دعت الناشطة اليمنية انتصار علي القاضي "مجلس الأمن الدولي لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لوقف هجمات الحوثيين على مأرب.
وقالت ممثلة مؤسسة فتيات مأرب انتصار القاضي في كلمتها الجمعة 10 سبتمبر/ أيلول، أمام مجلس الأمن الدولي، إن الوقف الفوري للهجمات الحوثية أمر ضروري من النواحي الاقتصادية والإنسانية والسياسية.
"نعرف جيداً أهمية مأرب التي تشكل المصدر الرئيسي للكهرباء لمعظم مناطق اليمن وتنتج أكثر من 80 بالمئة من احتياجات الغاز في مختلف انحاء البلاد حيث تذهب أكثر من نصف الكمية المنتجة من الغاز بشكل يومي إلي مناطق سيطرة الحوثيين، ويعيش في مدينة مأرب أيضاً أكثر من مليون شخص نازح."
وأضافت القاضي خلال الجلسة التي شهدت تقديم المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ إحاطته الأولى للمجلس، "نواجه في مأرب أزمة إنسانية مستمرة في التزايد ولا يمكن أن تهدأ قط دون وقف لإطلاق نار فوري في محافظة مارب."
"خلال الأسبوعين الماضيين فقط، اضطر على الأقل 200 من العائلات للنزوح من مديرية رحبة إلى المناطق المجاورة."
نص الإحاطة
انتصار علي القاضي Entesar Al-Qadi المدير التنفيذي لمؤسسة فتيات مارب لمجلس الأمن.
السيدة رئيسة المجلس، السيدات والسادة أصحاب السعادة،
اسمي انتصار القاضي ممثلة مؤسسة فتيات مأرب والتي تنفذ أنشطة دعم السلام متضمنة أعمال تهدف لتعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن. أنا ممتنة جداً لإعطائي هذه الفرصة لإحاطتكم عما يدور في اليمن وفي محافظة مأرب على وجه الخصوص.
لعلكم تسمعون عن وحشية الحرب, لكننا نعيشها بشكل يومي بسبب هجوم الحوثي المتواصل على مأرب والذي يخلق الذعر في أوساط المدنيين، ويعيق وصول المساعدات الإنسانية ويزيد من فرص فتح جبهات جديدة وانتشار الاقتتال في المحافظات المجاورة. وقد لقي نحو 233000 شخص حتفهم بسبب الصراع المستمر حتى الآن.. وأنا أيضاً طالتني الخسارة في أهلي، حيث خسرت اثنان من ابناء اخوتي -كلاهما دون الخامسة عشر من العمر- بسبب هجوم حوثي استهدف منطقتنا. لقدأصبح فقدان الأهل والأحبة أمراً معتاداً لنا نحن أهل مأرب.
سيدتي الرئيسة،
نواجه في مأرب أزمة إنسانية مستمرة في التزايد ولا يمكن أن تهدأ قط دون وقف لإطلاق نار فوري في محافظة مارب. خلال الأسبوعين الماضيين فقط، اضطرعلي الاقل 200 من العائلات للنزوح من مديرية رحبة إلى المناطق المجاورة من بينهم ثلاث عائلات هم من أقاربي وأهلي. يعيش أكثر من ربع عدد النازحين في اليمن الآن في مأرب، 80 بالمئة منهم هم من النساء والأطفال.
أقوم بزيارة أولئك النازحين بشكل مستمر خلال عملي في مؤسسة فتيات مأرب واستمع لقصصهم التي تثقل قلبي حزناً. لقد قابلت الكثير من العائلات التي اضطرت للنزوح أكثر من مرة، وبعضها تعرض للنزوح خمس مرات متتالية. وتواجه تلك العائلات خطر الموت بشكل مستمر حتى في المخيمات بسبب قصف الطائرات المسيرة الحوثيه والصواريخ الباليستية. لازلت أتذكر بكاء وحزن تلك النازحه على ولدها الذي قتل في قصف باليستي على خيمتهم حين قالت : "لقد تركنا كل شيئ خلفنا ولا يزال الحوثيين يلاحقوننا من خيمة الي خيمة ؟ متى سيتوقفون؟"
إلى جانب خطر الصواريخ ، فإن الأوضاع في مخيمات النازحين سيئة وتفتقر إلى المساعدة والخدمات الكافية. يعاني الناس من الرياح والفيضانات وحرارة الصحراء دون مأوى كافٍ. انهارت الخدمات العامة في مأرب ، مما أدى إلى حرمان الناس من المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية الكافية، مهيئة تربة خصبة للكوليرا و كوفيد 19. في مخيم الجفينة ، أكبر موقع نزوح في البلاد هناك 12 فصلاً دراسيًا يستضيف أكثر من 7 الف طالب و طالبه - وهو رقم قابل للزيادة مع النزوح المستمر. ولكن يضطر عدداً كبيراً من الأطفال لعدم الذهاب الى المدرسة نتيجة عدم كفاية الخدمات ، فضلاً عن الضغط الذي يواجهونه من أجل إعالة أسرهم مادياً.
سيدتي الرئيسة،
في المخيمات ، تعيش النساء والفتيات ظروفاً صعبة جداً، مثل نقص مستلزمات النظافة ، وخطر التعرض للإساءة عند الذهاب لاستخدام الحمامات، ولا تجد الأمهات الحوامل خدمات مخصصة لهن أيضاً. إن فرص العمل ضئيلة او غير مقبولة مجتمعياً خاصة للمرأة . تُجبر معظم الفتيات على البقاء في المنزل لمساعدة أسرهن أو لأنهن لا يستطعن تحمل الرسوم المدرسية. أخبرتني أميرة البالغة من العمر ثماني سنوات مؤخرًا ، "أحلم بحمام ليس بعيدًا عن ملجئنا ، حيث نشعر أنا وعائلتي ببعض الخصوصية و الأمان". الفتيات اللاتي نلتقي بهن اصبح اقصي احلامهن الأمان .
في مؤسسة فتيات مأرب نعمل على قضايا الحماية من خلال ورش العمل التي نقيمها مع أفراد المجتمع والسلطات. نساعد أيضًا النساء في إيجاد مصادر دخل لعائلاتهن، حيث تكافح الأسر التي تعيلها النساء بشكل خاص للعثور على فرص للعمل. لكن شحة الموارد، وحقيقة أن الناس يضطرون إلى الفرار من العنف بشكل مستمر يعقد عملنا. نؤمن بأنه من المستحيل أن يتحسن الوضع الإنساني قبل وقف إطلاق النار في كافة أرجاء اليمن.
تعاني النساء والفتيات آثاراً جسيمة جراء هذا الصراع المستمر، وعلى الرغم من أنهن يلعبن دورًا حاسمًا في النضال من أجل السلام ، يتم استبعادهن من التمثيل في الحكومة ومراكز صنع القرار. لعبت المرأة اليمنية دورًا حاسمًا في العمل من أجل السلام ، وتفاوضت مباشرة مع أطراف النزاع ، وعملن كوسطاء ، وشاركن في تأمين إطلاق سراح السجناء ،والتفاوض لفتح الممرات الإنسانية. ومع ذلك ، لا يتم استشارتنا ،عوضاً عن إشركانا في الأساس، وبهذا يستمر تجاهل وجهات نظرنا ومساهماتنا وأرائنا. هناك توجه واضح ضد مشاركة المرأة في صناعة القرار في اليمن. مايثر عجبي ان حتي الجهات التي دعمتني للتقديم احاطتي لمجلسكم اليوم فضلت ان اتكلم عن الوضع الانساني بدل من تقديم وجهة نظري السياسية للخطوات التي يجب اتخاذها من اجل الوصول الي سلام مستدام في بلدي اليمن . بالعوده لاطراف اليمنيه ، يقوم الحوثيون في مناطق سيطرتهم بتحويل المناهج التعليمية الي مناهج طائفيه ،وفرض الفصل بين النساء و الرجال في الأماكن العامة. من ناحية أخرى ، استبعدت الحكومة المشكلة حديثًا النساء من المناصب لأول مرة منذ عقدين ، على الرغم من الاتفاق على تخصيص حصة 30٪ للمرأة ضمن مخرجات الحوار الوطني.
سيدتي الرئيسة،
أرحب بالمبعوث الخاص السيد هانز
من المهم جداً لنجاح عمل المبعوث الأممي السيد هانز ولمستقبل اليمن العمل مع شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وخاصة النساء والشباب. أحثه على إعطاء الأولوية لمصالح واهتمامات وخبرات جميع اليمنيين و خاصة اللي الذين في الداخل ، وليس فقط تلك الخاصة بأطراف النزاع. يجب على المبعوث الخاص إعطاء الأولوية لعملية سلام شاملة ودعمها ، وليست تلك التي تفرضها المشاريع الإقليمية أو المصالح الدولية. يجب عليه أيضًا التشاور بشكل منتظم وتبني الشفافية مع جميع اليمنيين ، لا سيما النساء و الشباب ، في جميع مراحل عملية السلام ، والتأكد من مشاركة ممثلات النساء بشكل مباشر في جميع الخطوات - من صياغة جدول الأعمال ، إلى صياغة اتفاقية وقف إطلاق النار ، والانخراط في المفاوضات.
في الختام سيدتي رئيسة المجلس،السيدات والسادة الأعضاء،
إن الوقف الفوري للهجمات الحوثية أمر ضروري من النواحي الاقتصادية والإنسانية والسياسية. نعرف جيداً أهمية مأرب التي تشكل المصدر الرئيسي للكهرباء لمعظم مناطق اليمن وتنتج أكثر من 80 بالمئة من احتياجات الغاز في مختلف انحاء البلاد حيث تذهب أكثر من نصف الكمية المنتجه من الغاز بشكل يومي الي مناطق سيطرة الحوثيين . يعيش في مدينة مأرب أيضاً أكثر من مليون شخص نازح هل تهديد حياتنا في مارب و استمرار القتل بشكل يومي بسبب الهجوم الحوثي أقل أهمية من الاستجابة للحوثيين في موضوع سفن المشتقات النفطية
ومن هذا المنطلق أدعو مجلس الأمن الدولي إلى:
· اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للمطالبة بوقف هجمات الحوثيين على مأرب و إلزامهم بذلك ، بما في ذلك من خلال اعتماد قرار أممي بشأن وقف إطلاق النار في مأرب ، قرار لا يمكُن لطرف الاستفاذة منه. يجب أن يمهد وقف إطلاق النار في مأرب الطريق لوقف إطلاق النار على مستوى اليمن و يجب أن يكون مصمم بطريقة تضمن الاستفادة من التجارب و الأخطاء السابقة, ضمان الرقابة الفاعلة على حركة القوات البرية تماما كما تفعل مع الحركة الجوية, كما عليها ان توفر آليات للمحاسبة و المسائلة في حال أي اختراق . وقف أطلاق النار من شأنه أن يدعم الظروف المهيئة لضمان حماية المدنيين ، وخاصة النساء والفتيات ، ويؤدي إلى استئناف مفاوضات السلام. يجب التوضيح بأن الفشل في تنفيذ القرار سيؤدي إلى فرض تدابير أخرى حازمة من قبل المجلس.
· العمل على دعم عملية سلام شاملة تضمن مشاركة كاملة, عادلة وحقيقية لمختلف النساء والشباب والمجتمع المدني من كافة الأطياف السياسية والمناطق في اليمن في كافة المسارات الدبلوماسية ومراحل عملية السلام.
· حث جميع أطراف الصراع على ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ودون عوائق وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية في إيصال المساعدات للمدنيين المحتاجين
· دعوة الاطراف جميعا لتحييد الشأن الانساني و الاقتصادي و دفع مرتبات الخدمة المدنية و ضمان حرية الحركة لجميع اليمنيين في جميع أرجاء اليمن و عدم استغلال ملف المشتقات النفطية و الخدمات العامة، التوقف عن الجباية من المواطنين لأغراض الحرب و للاغراض السياسية.
· دعوة الدول الأعضاء في توفير حزمة إنقاذ اقتصادية طويلة الأمد لليمن من شأنها المساعدة في استقرار الاقتصاد وتعزيز النظام المالي لمنع المزيد من الارتفاع في أسعار المواد الغذائية وتحسين الظروف المعيشية.
· و كذلك دعوتهم إلى سد فجوة التمويل البالغة 1.9 مليار دولار لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن .
· دعوة الدول الأعضاء إلى دعم منظمات المجتمع المدني النسائية من خلال توفير التمويل الأساسي والمرن والطويل الأجل .
شكرا كثيرا لاتاحتكم هذه الفرصة المهمة قد لا يعجب كلامي الكثيرين لكنني جيت لاعكس قناعاتي و قناعات المجتمع الذي امثله.
شكراً سيدتي رئيسة المجلس, شكراً لكم جميعاً.