خيارات التصعيد تتجاوز لدى مليشيات الحوثي تصورات التسخين الآني بقدر ما تمثل هدفا بذاته نحو اكتساح دفاعات الجيش والمقاومة حول مأرب في تجديد لمفاعيل خطة الاجتياح وإسقاط مأرب وتفشل مرارا في تحقيق اختراق أو تغيير المعادلة الميدانية ومواقع التموضع على الأرض.
شهدت الساعات الثماني والأربعين الماضية أعنف المعارك خلال كل جولات الحرب منذ عدة أشهر بعد أسابيع من التهدئة النسبية رافقت جهود ووساطات فشلت في نهاية المطاف في إحراز أي تقدم لتعود الكلمة إلى الرصاص والميدان من جديد.
مصادر الجيش الإعلامية تحدثت عن "مقتل أكثر من 40 عنصرا من مليشيا الحوثي بينهم قيادات ميدانية ، وأصيب عشرات آخرون في عدة هجمات فاشلة على مواقع الجيش الوطني على جبهات الكسارةو المشجح وصرواح".
التكثيف الحوثي على جبهات المشجح والبلق لإحداث اختراق لم يحقق أي نتيجة وجوبه بتصد ورد عنيف من مدفعية الجيش وطيران التحالف. وتزامنا اشتعلت كافة الجبهات في جنوب وغرب وشمال مأرب بالمعارك حيث شنت المليشبات هجمات متزامنة وسقط العشرات بينهم قيادات ميدانية وعسكرية.
نقل عن قائد عسكري بكتيبة المكاربة، إن الساعات الماضية شهدت معارك هي الأعنف منذ أسابيع عقب شن هجمات مكثفة من الشمال والجنوب والغرب في جبهات المشجح والبلق من دون أن تتمكن من اختراق دفاعات القوات الشرعية.
معارك ليلية هي الأعنف منذ بداية القتال لكن الوضع الميداني لم يتغير
وذكر أن المعارك جاءت عقب أيام على قيام الميليشيات بتحشيدات بشرية كبيرة في مديرية بني ضبيان بوادي ذنة (شمال غرب)، وخلال تلك الفترة عملت على شن هجمات متواصلة على جبهة رغوان (شمال شرق) وتحريك قواتها هناك للفت النظر عن تحشيداته في ذنة.
وأضاف أنه جرى التعامل مع الخطة الحوثية بقصف مدفعي مركز وغارات جوية مكثفة لطيران التحالف، ما أسفر عن سقوط أكثر من 82 قتيلاً من الحوثيين وأجبرتهم على الهزيمة، فيما ذكرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الميليشيات عن شن التحالف 13 ضربة جوية مساء السبت وسقوط عشرات القتلى من قوات الجيش ممن تصفهم بـ "المرتزقة والدواعش".
معارك ليل السبت/ الأحد كانت هي الأعنف والأشد ضراوة بحسب مصادر ميدانية متطابقة. واستخدم الطرفان كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. ولعب طيران التحالف وسلاح المدفعية دورا فاعلا في إحباط التقدمات وتدمير التعزيزات والآليات.
مضيفة أحبط الجيش والمقاومة الشعبية هجمات انتحارية للحوثيين في أنساق متعددة، في معارك لم تشهدها الجبهات من قبل. أكدت المصادر المتطابقة إهلاك مجاميع كبيرة من المقاتلين والعشرات من العناصر التي تم الدفع بها مؤخرا خلال اليوم الفائت إلى محارق الجبهات المتقدمة.
منذ بدء هجماتها على مأرب، تركز المليشيات الهجمات على طرقات وعرة في المشجح، "وجدت في الأشهر الأخيرة أن هذه المنطقة هي الخيار الأسلم لاستخدامها في الهجوم على مناطق مأرب، كونها منطقة جبلية وتعتبر أحد أهم عناصر قوتها الميدانية التي تشهد الآن أعنف المعارك".
"الميليشيات لجأت إلى منطقة المشجح بعد أن فشلت عناصرها في جبهتي العلم ورغوان، مما أجبرها على تشتيت قوتها واللجوء إلى الهجوم مجدداً من خط مواجهات يمتدّ من العلم إلى المشجح في جبهة واحدة على امتداد أكثر من 40 كلم".