طارق المقاتل في موسكو

08:16 2021/06/11

المقاتل الفرد الفار بجلده من صنعاء، بأي طريقة كانت، يصبح اليوم بعد ثلاث سنوات -فقط- باب ومفتاح السياسة الخارجية..
 
عن طارق المقاتل، العسكري الذي أطلق رصاصاته وسط قطيع الظلام مجازفاً بروحه من أجل المبادئ، قيضت له المقادير بداية جديدة ودوراً يشكل تاريخ اليمن الثاني في مسيرة جمهورية اليمنيين..
 
بعد ديسمبر صنعاء كان طارق شريداً، أول ثلاثة وآخرهم، أو خامس خمسة وأولهم، يبتكر الطرق، والأماكن، والسيناريوهات الكثيرة لجمع رجاله من شتى مدن البلاد إلى بئر أحمد بعدن، فماذا هو الآن؟
 
هو المقاتل الذي يظهر اليوم بالعاصمة الروسية في موسكو ببدلة السياسي الكبير، ووجهه وجه المقاتل الأسطوري المشكل من أعمق تاريخ الملاحم الكبيرة.
 
ببزة في الساحل الغربي، وبرجال حول طارق، من باب الأبواب يصبح المقاتل أول المنتصرين في جبهات الحرب والسياسة، ويظهر عندما تغيب المؤسسات الجمهورية الكبيرة، يظهر كمنقذ.
 
ثلاث سنوات فقط كفيلة برسم، وتبجيد، وتأكيد النصر كيف يأتي بأقل الإمكانيات وأقصر الطرق وبأشد المناطق حساسية وحوله تلكم التناقضات الكثيرة ليثبت أن القائد، أياً كان، هو البوصلة الحقيقية وهو من كان يستطيع تجاوز كل شيء لأجل لحظة النصر والفوز بالأوطان 
 
ثلاثة أشهر من تأسيس المكتب السياسي، للمقاومة الوطنية تقاس بالسنوات والعقود، فالمنجز هو القيمة والميقات ورب منجز بيوم لهو بقيمة السنة الكاملة، وفي هذه الثلاثة الأشهر فقط استطاع العميد طارق صالح من الساحل الغربي أن يمد الصلة بل والصلات بين المدن والجبهات من مأرب إلى تعز يتوسطن الساحل الغربي كواسطة عقد فريد تطرزه جهود القائد طارق. 
 
لكن، أين الإنجاز الحقيقي؟
 
هو الانبعاث الحقيقي لحكاية الزعيم صالح من وسط موسكو والارتقاء السياسي للمقاومة الوطنية خلال ثلاثة أشهر فقط من العمل والجد والكد، فالقائد لا يفوت لحظة من لحظاته دونما تحقيق شيء يفيد سيرة القادم الجمهوري، وليس من السهولة أن تصبح وأنت الواحد الفار من صنعاء محل دعوة رسمية من الدب الروسي، يا من كان يجهل مسعاك التعزي بمحاذاة وجهك.
 
ثمة فراغ حاصل في دبلوماسية البلاد، كل بكاء اليمني عندما يتذكر حضور علي عبدالله صالح ويشاهد الفراغ الذي تركه ولم يملأه أحد، وهنا يبزغ طارق ملء المكان ومد البصر اليماني من القطب إلى القطب، ومن أقصى العالم إلى أقصاه يعيد روح صالح الكاملة.
 
هناك في موسكو، تشاهد المكتب السياسي الوليد منذ أشهر ولكأنه ربيب السياسات الأولى، ولأن تمنح درعك السياسي باسم وشعار المقاومة لخارجية الروس نلحظ نحن أن الكبار مكانهم بين الكبار يبزغون من الأعالي، كل مرة، وحين.
 
 
ها هو ينبعث، يعود، يتعالى..