اليمن الذي يشق طريق العودة.. مبادرات شعبية على سبيل "التنمية" (قصة مصورة)

  • الساحل الغربي، محمد سعيد، وأحمد الولي:
  • 05:08 2021/04/24

قصة اليمن الذي لا يغيب؛ يشق طريق/ طرقات العودة عبر الجبال والمنحدرات والصعاب، رغما عن كل غياب الدولة والحكومة والمؤسسات والخدمات والتنمية، ورغما عن كل حضور الانقلاب والمليشيات والخيبات والخذلان وتجارة الحرب وتجار الحرب والصفقات اللعينة على حساب البلاد والتحرير والعودة.
 
عندما اجتاحت مليشيات الحوثي الانقلابية البلاد ساهمت بشكل كبير في محاصرة المدن وتدمير البنية التحتية التي بنتها الدولة خلال الفترات السابقة، وقطعت الطرق التي تربط المحافظات ببعضها البعض والطرق الداخلية في المحافظات، واحتلت تعز النصيب الأكبر في قطع طرقاتها، وحصار القرى والمدن، وفصلت أجزاء المحافظة عن بعضها، بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي للمحافظة.
 
وفي هذه اللحظة المفصلية شعر مواطنو تعز، كما غيرهم في مناطق ومحافظات أخرى، بأنه لا بد وأن يكون لهم دور مقاوم لمليشيات الحوثي في مجال آخر غير مقاومتهم بالبندقية، واتجه الناس صوب مقاومة الحرب بالتنمية، وتمكنوا خلال فترة وجيزة من إنجاز مشاريع عديدة، حيث شيدت المدارس، ورصوا أغلب الطرق الوعرة، وطاوعوا الجبال الصلبة، وعملوا على تشييد الجدران الحامية للسيارات في طرق المرتفعات الجبلية الخطرة، بعد أن استخدموها لتنلاقاتهم اليومية بعد قطع الطرق الرئيسية لمدينة تعز من قبل الانقلابيين الحوثيين، وتمكنوا من كسر الحصار المفروض على محافظتهم وقراهم.
 
 
مبادرات متعددة في مديريات وقرى ومحليات بعز تحمل نفقاتها الأهالي وحشدوا لها كل إمكانياتهم المتاحة، ففي جبل حبشي، إحدى مديريات الريف الغربي، عمل الأهالي على إنشاء مبادرات مجتمعية لإصلاح الطرقات، حيث قام الأهالي برصف طرق مؤدية إلى أكثر من أربع وستين قرية في إحدى عشرة عزلة، وتصل المساحة الإجمالية التي تم رصفها ما يقارب عشرة كم، تركزت على المناطق الجبلية الأكثر وعورة.
 
يتكرر الحال في عدن ديمة/ نشرعة وحدنان بجبل صبر حيث يستنفر الأهالي لكسر العزلة عن قريتهم وشق الجبال وإيصال الطريق للمرة الأولى إليها.
 
ذات الحال عاشته مديرية سامع في ريف تعز الجنوبي حيث عمل السكان على رصف أكثر من طريق تربط المديرية بالمديريات المجاورة، أو طرق داخلية تربط قراها ببعضها البعض، وكانت أبرز تلك الطرقات التي تم إصلاحها طريق حوراء بكيان حيث تم فيها استهداف نقيلي الحصة ومحصيص، واللذين يعدان طريقا رابطا بين مدينة تعز والحوبان، وأصبحت أكثر استخداما للمسافرين بعد قطع طرق المحافظة الرئيسية من قبل الحوثيين، والحال كذلك في مديرية شرعب الرونة حيث قال مصدر محلي إنه تم تدشين عديد مبادرات مجتمعية في المديرية ركزت على إصلاح الطرقات التي تتعرض للخراب نتيجة السيول.
 
المبادرات التعاونية امتدت لتشمل أغلب مديريات المحافظة، فمثلا قامت مبادرة شباب الحجرية بإصلاح عدة أماكن تضررت في طريق تعز التربة، بالإضافة إلى انتشار مبادرات داخلية في مديرية الشمايتين والمعافر ومديرية حيفان والمقاطرة، ومديرية مشرعة وحدنان في جبل صبر.
 
 
المناطق المجاورة لمحافظة تعز لم تغب عنها المبادرات المجتمعية التعاونية، ففي مديرية القبيطة التابعة إداريا لمحافظة لحج، قاد الأهالي فيها مبادرة مجتمعية عملت على شق طريق جديدة تربط أكثر من سبع قرى في "شرار الأعلى" وهي مناطق لم تصل الطرقات اليها من قبل، ومن المقرر أن المرحلة الثانية من المبادرة ستعمل على ربط مناطق طور الباحة بنجد شرار وسوق الربوع وكرش.
 
لم تكن تعز وحدها من سلكت درب مقاومة الحرب بالتنمية، بل هناك محافظات أخرى في الجمهورية سارت على ذات الطريقة أهمها منطقة وصاب بمحافظة ذمار ومناطق في محافظتي ريمة واب.
 
في ظل معاناة ومشاق التجاهل والخذلان يحفر أبناء عزلة العتب في مديرية وصاب بإصرار أرواحهم التي لا تلين أو تنكسر طريقاً إلى المستقبل، في تحد لوعورة الجبال وتفاقم الصعوبات وبمبادرات شخصية وحملة تبرعات موسعة من المغتربين، وبجهود شباب العزلة وأبنائها المخلصين.
 
التنمية صورة أخرى لمقاومة انقلاب الحركة الحوثية في اليمن، حيث تهدف حرب المليشيات إلى تجهيل الجيل اليمني وتمزيق نسيجه الاجتماعي من خلال قطع الطرقات التي تربط المحافظات ببعضها أو الطرق الداخلية فيها، وتعد مشاريع التنمية رفضا آخر لانقلاب الحوثيين.

ذات صلة