سردية (المهام المستحيلة) للمقاومة الوطنية

  • الساحل الغربي، عبدالسلام القيسي:
  • 02:05 2021/04/20

تشكلت في صنعاء قبل أن يدركها الجميع، وكان طارق يدرب المقاتلين وإن أظهره الإعلام أنه يدربهم للحوثي فلقد أثبتت المواقيت تدريبهم لقتال الحوثي من العمق، في الداخل، باسم الجمهورية وقد مثلتها كلمة صالح الأخيرة ودعوته للحوار كيمنيين وحوار مع الأشقاء ودعواته تلك هي التي ترسمها السياسة الآن لأجل سلام عادل وشامل يضمن عودة الجمهورية.
 
اللبنة الأولى للمقاومة الوطنية، في صنعاء، دماء كدماء صالح والزوكا ورفاقهما وملحمة كمعركة الثنية ووصايا الشهيد. 
 
توالدت معركة صنعاء هذه الإنجازات التي يمكن أن نطلق عليها بالخرافية فهي بظرف قصير تحققت ويمكن تفسير ذلك أن كل شيء تم ترتيبه في صنعاء ورسم سيناريوهات الفوز بالمعركة أو الخسارة، إذ سرعة توافد الرجال وتشكلهم وحتى طريقة خروجهم من صنعاء وإعلان تأسيس المقاومة الوطنية بقيادة طارق بالساحل بيان لمعنى بقاء صالح في العاصمة صنعاء لخطف النصر إذا حالفه الحظ من وسط الناس، فلم يحالفه، فكان الخيار البديل الخروج إلى الساحل الغربي وإعادة ترتيب الفكرة.  
 
سردية المقاومة الوطنية هي البزوغ من أماكن مستحيلة لم يبزغ منها أحد، فهي بدأت في العمق الحوثي وقد ترك كل الناس مدنهم وهم دولة وهم جيش وسلطة فيما قاتل صالح ببندقية طارق وسط صنعاء. 
 
الترتيب المختلف في عدن بمعسكر بئر أحمد وقد عجز كل الذين قاتلوا الحوثي من طلقة بنادقهم الأولى تبجيد ناموس وحيد مع الجنوبيين لمعاركة المليشيات ونجح طارق بسجادة واحدة مع أحرار الجنوب في تجاوز كل الخلافات السابقة. 
 
بدء المعركة في الساحل الغربي، لليمن، بباب المندب إلى ميناء الحديدة وهي معركة مختلفة واستراتجية وهي بقدر يمنيتها ضد الحوثي فلها عروبتها ضد إيران وبجغرافية عروبية ممتدة من ليبيا إلى مصر، وإلى الخليج، إلى اليمن كمعركة واحدة ضد الأطماع.
 
السرية الخرافية في اختيار نوعية الرجال قبل الإعلان عن وطنية الساحل وجلبهم إلى معسكرات التدريب وعجزت كل عسس الداخل والخارج في العلم بما يحدث قبل أن تنضج فكرة المقاومة وطلقة المعركة.
 
التغلب على كل الاثنيات المرحلة، من ماض ملغم، بين كل شركاء المعركة في الساحل الغربي، جنوب، شمال، عمالقة، هضبة، تهامية، ومن الجند وكان هذا هو الاختبار الحقيقي والميداني أهم من الاختبار أمام الحوثي للمقاومة والقائد طارق.
 
كذلك اختيار ساحة المعركة ولطالما يختار الحوثي إلى الآن مكان وزمان المعركة فقائد مثل طارق إذا ضرب لا بد أن يوجع وضربته تستهدف طهران لا كهف الحوثي فقط، وتواجده وبدايته من الساحل يعني قيادة معركة ضد إيران مباشرة قبل أذنابها الحوثيين، الرأس لا الذنب.
 
أثبت تأسيس وتشكيل الوطنية، في عدن، بسند وإسناد من رجال الجنوب ومعركة المشتركة في الساحل الغربي وسنوات ما بعد ستوكهولم وبقاء الجميع بكل تشكيلاتهم على رقعة واحدة بهدف واحد ومغادرة معسكرات التحالف وخلو الساحل من أي قيادات للتحالف، أن التناقضات التي حدثت وتحدث بين الشمال والجنوب ليست مبنية على مكاره ولا أحد يمقت الآخر بل نقص في أدبيات القادة وعدم وجود نوعية من الرجال الكبار بخطابهم الذي يوفق ولا يفرق ويجمع ولا يشتت كما وجدت هذه الأدبيات لدى طارق ولدى كل قادة المشتركة بالساحل.
 
ثلاث سنوات كاملات تبزغ المقاومة الوطنية كضوء ملحمي في ليل جمهوري مدلهم تمهد للمدن كلها وللجبهات سبل سلام عادل أو معركة خلاص وتمسي هي تذكرة جمهورية من تعز وإلى مأرب ببندقية لها صوت الصف الأول للسلال الثائر..

ذات صلة