في عمران: 21 جريمة قتل أقارب نصفها ارتُكبت خلال العام الجاري

  • عمران، الساحل الغربي، خاص:
  • 05:58 2022/06/29

ثماني سنوات منذ سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على محافظة عمران، بعد انقلابها الذي نفذته بقوة السلاح نهاية العام 2014م، بعد خوضها حرباً قاسية مع قبائل حاشد استمرت ما يقارب سنة ونصف السنة منذ مطلع العام 2013م، ثم استمر زحفها باتجاه مركز المحافظة، والتي خاضت فيها حرباً ضروساً مع الجيش ممثلاً في اللواء 310 مدرع بقيادة العميد الشهيد حميد القشيبي، وبعد مقتله في 7 يوليو 2014م أعلنت المليشيات سيطرتها رسمياً على كامل محافظة عمران إيذاناً بفتح صفحة سوداء ما زالت إلى اليوم مخيمة على المحافظة.
 
 
قبل سيطرة المليشيات كانت محافظة عمران، كما هو حال باقي المحافظات، تعيش وضعاً أمنياً مستقراً نوعاً ما، مستوى الجريمة كان مؤشره منخفضاً مقارنة بالوضع الآن، أيضاً نوعية الجرائم وأساليبها ووسائلها لم تكن بهذا الشكل الذي تعيشه محافظة عمران الواقعة تحت سلطة مليشيات الحوثي الإرهابية.
 
 
أثناء المعارك التي خاضتها المليشيات الحوثية للسيطرة على محافظة عمران خلال العامين 2013-2014م كانت المليشيا ترفع شعارات تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لأبناء عمران وتحقيق العدالة ورفع الظلم عنهم، لكن حقيقة تلك الشعارات وزيفها ظهرت خلال السنوات الماضية من سيطرة المليشيات على محافظة عمران.
 
حيث سجلت تقارير رصد لمنظمات حقوقية ومواقع إخبارية وصحف وناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي عدداً كبيراً من الجرائم التي ارتُكبت خلال الأعوام السابقة في محافظة عمران، لكن ما لفت انظار المراقبين والمتابعين والمهتمين بحقوق الإنسان تلك الجرائم النوعية المتمثلة في قتل الأقارب.
لم تشهد محافظة عمران سابقاً انتشاراً لظاهرة "قتل الأقارب" كما يحصل اليوم، حيث سجلت تقارير حقوقية ارتكاب ما يقارب من "21 جريمة قتل أقارب" في محافظة عمران ارتكبت خلال الأعوام السابقة ونصف هذا العدد من الجرائم ارتكب في النصف الأول من العام الجاري 2022م، في مؤشر خطير على تزايد تلك الظاهرة.
 
حيث تم رصد 9 جرائم قتل أقارب ارتكبت خلال 6 أشهر فقط من العام الجاري، توزعت على عدد من مديريات محافظة عمران، كان أبرزها ما حصل في مديرية العشة منطقة السواد، حيث أقدم العنصر الحوثي عبدالرحمن صالح خموسة، مساء يوم 8 أبريل على شنق زوجته الحامل حتى الموت لتسجل جريمة قتل الزوجة مع جنينها دون معرفة الأسباب التي دفعته لارتكاب جريمته تلك.
 
وفي نفس الشهر وتحديداً يوم 23 أبريل بمديرية مسور أقدم القيادي الحوثي خالد العنصور على قتل والدته وشقيقه محمد وجرح آخرين بعد خلاف مع شقيقه على مكان سكن والدتهم خلال شهر رمضان المبارك.
 
 
وفي مديرية عذر، مساء يوم 20 مايو، أقدم المواطن يوسف أحمد عرار على قتل زوجته وابنته وجرح والده ثم انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه دون معرفة الأسباب التي دفعته لارتكاب جريمته.
 
وبعد مرور أسبوع واحد من هذه الجريمة وتحديداً يوم 26 مايو شهدت مديرية القفلة جريمة مماثلة، حيث أقدم المدعو صالح باقي العمودي على قتل والده وشقيقه وجرح والدته وشقيقته بسبب خلاف بين الأخوين على قطف "القات"، مما دفع القاتل إلى قتل أخيه الذي احتمى بوالده ليرديهما معاً قتيلين، في جريمة بشعة هزت وجدان المجتمع في عمران، لكنها لم تكن الأخيرة من جرائم قتل الأقارب، حيث سجلت تقارير الرصد يوم 15 يونيو ارتكاب جريمة قتل نفذتها إحدى النساء في مديرية حوث منطقة خيوان، حيث أقدمت زوجة محمد هادي غُريسه على قتل زوجها بإطلاق الرصاص على رأسه، بسبب خلاف نشب بينهما.
 
 
لم تنتهِ جرائم قتل الأقارب في عمران، بل يرى مراقبون للوضع أنها مرشحة للزيادة لعدة أسباب، أهمها ثقافة القتل التي عززتها مليشيات الحوثي وعملت على نشرها بكثرة عبر شعارتها في الطرقات والجدران والمدارس والدورات الثقافية والمحاضرات العامة التي يلقيها المشرفون الثقافيون ويقومون بتعبئة المجتمع بها، إضافة للأسباب هذه يرى البعض أن تعطيل أحكام القضاء وسيطرة المليشيات على السلطة القضائية واستثمارها للقتلة لتجنيدهم ضمن صفوفها شجعت الكثير من العناصر على القتل وعدم الخوف من العقوبة، كل هذه الأسباب وغيرها كانت وراء ارتفاع معدل هذه الجرائم في محافظة عمران وكل المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإرهابية.

ذات صلة