بالفيديو: "قنصني الحوثي وأنا بيد أمي وجدتي" - فاجعة الطفلة "ريماس"

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 06:49 2022/06/13

"أصابتني رصاصة القناص وأنا بيد أمي وجدتي"..
 
الطفلة ريماس عبدالحكيم عبدالله (7 أعوام) كبرت خمسة أعوام مع إعاقة دائمة إثر رصاصة قناص المليشيات الحوثية. 
استهدفها قناص المليشيات وهي في ربيعها الثاني من العمر إلى حضن والدتها في شارع عام مزدحم بالمواطنين وبين رصاص مليشيات الحوثي القاتلة..
 
فاجعة 
 
"ليت كانت الرصاصة بجسدي ولا بجسد ريماس"، هكذا تروي أم ريماس معاناتها لـ(الساحل الغربي)، بصوت مثقل بالوجع والتمني؛ الافتداء بروحها لإنقاذ طفلتها من رصاصة قناص المليشيات الحوثية. 
 
 
في يناير/ كانون الثاني 2016 أقرت أسرة عبدالحكيم عبدالله الخروج من معبر الدحي إلى منطقة بيرباشا، لغرض التسوق نتيجة حصار مليشيات الحوثي لمدينة تعز وأغلقت جميع الممرات بما فيها معبر الدحي، المنفذ الوحيد للمدينة.. لكن القناصة تراقب كل شيء. 
 
كانت أم ريماس تحمل طفلتها بحضنها الدافئ بالأمان وهروباً من المتوحش الحوثي وقفت جدتها بجوارها تبادلها الحديث بمشاعر طفولية، وأنها ستتجاوز نقطة المليشيات بسلام وستعود إلى المنزل وتحتفل بالعودة من معبر الدحي بسلام.. لكن قناص المليشيات كان متعطشاً لاغتيال الطفولة، وباحثاً عن فريسة.
اختار قناص مليشيات الموت الحوثية الطفلة ريماس من بين مئات المواطنين المزدحمين على بوابة المنفذ، أراد أن يوقظها من حلمها المعلق بالعودة إلى المنزل وشعورها بالأمان بطلقة قاتلة اخترقت أسفل ظهرها وعمودها الفقري.. رصاصة قاتلة للحياة والأمان والطفولة استهدفتها إلى حضن والدتها التى صرخت بصوت مكسور: "قتلوا طفلتي"، والدماء تلون ملابسها السوداء، سوداء كيوم أسود صنعته المليشيات الحوثية واختطفت الفرح من شفاه الطفلة ريماس بفاجعة لا يمكن أن يمحوها الزمن.
 
حملها سائق دراجة نارية إلى المستشفى وروح والدتها ودعاؤها معها، تجاوزت الموت القادم من فوهات قناصة الحوثي ورافقتها إعاقة دائمة، كلما كبرت عاماً تكبر معها معاناة الإعاقة، وتتكرر الفاجعة كل عام. 
 
معاناة وأمل
 
 
خمسة أعوام مضت من إصابتها، لكن الإعاقة لم تمر، وكلما كبرت معاناتها تتقاسمها الأسرة بالتساوي، وتأخذ الطفلة ريماس ووالدتها النصيب الأكبر.. بكثير من الألم وقليل من التفاؤل تقول والدتها "خضعت ريماس لعمليات جراحية لعلها تتعافى وتعود لحياتها كبقية الأطفال، آخرها قبل عام، بزراعة مسامير في ظهرها لكن لا أثر لتحسنها ما تزال تعاني من شلل الأطراف السفلى، مع ذلك لا يأس، بل التحقت بالمدرسة الابتدائية وتتعلم بالمنزل وتمتحن بالمنزل وتطمح أن تكون طبيبة لتعالج ضحايا المليشيات خصوصا أمثالها الأطفال"..
 
لم تكن إعاقتها حاجزاً لالتحاقها بالمدرسة، بل كانت فرصة لذلك رغم ما تعانيه من انكسار وحمل ثقيل على عاتقها والتمني بالشفاء واللعب ودخول المدرسة كغيرها من الأطفال لتترك العكاز الذي بات رفيقا لها منذ خمسة أعوام.. يكبر معها كلما كبرت وتتخلى عن كرسيها المتحركة وتتبادل مع الأطفال اللعب بدلا عن مشاركتهم بالمشاهدة والتمني فقط. 
 
تقول دموع ريماس "أريد أن أعيش مثل أي طفل بالعالم.. ألعب.. أجري.. أدرس، لكن الحوثي أصابني إلى حضن والدتي، ووضع القيود على قدمي".
 
يأتيها الحزن تارة والأمل تارة أخرى، لكن البكاء لا يفارقها كثيراً خصوصاً كلما شاهدت أطفال الحي يمارسون اللعب أو يذهبون إلى المدرسة.
 
رغم كل ما تعانيه لم يكن عائقاً أمام مستواها التعليمي أنها تحصل على الترتيب الأول بالمدرسة وتصنع لنفسها فرحة وابتسامة مفقودة. 
 
 
كفاح
 
لم تكن تكاليف العلاجات يسيرة على أسرة عائلها الوحيد والدها أحد منتسي الجيش، ومرتباته شبه منقطعة، ولم تحظ طفلته باهتمام خاص في المستشفيات الحكومية أو الخاصة تزامناً مع خضوعها للعلاج الفيزيائي والكيميائي المستمر ومستلزمات طبية مختلفة تعجز الأسرة أحيانا عن شرائها.
 
ريماس وغيرها من أطفال المدينة تختلف معاناتهم.. لكن جميعهم ضحايا جرائم مليشيات الحوثي الإرهابية.

ذات صلة